يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
أصدقاء الفيس بوك
2020/05/12
٢١
الفيس بوك نافذة على عالم فسيح متعدد الثقافات، هو متنفس للكثيرين بعد أن أغلق العالم أبوابه في زمن الكورونا.
وما يخفف من وطأة هذا الانغلاق الأصدقاء الّذين نتواصل معهم عبر أسلاك إلكترونية وشاشة صامتة، ولعل الغريب في الموضوع أنه رغم هذا التواصل الذي يتم عبر وسائل جامدة إلا أنه استطاع تجاوز هذا الجمود لينبض بأحاسيس ومشاعر نلمسها بوضوح.
بحكم الغربة لا يوجد لي أصدقاء أتحدث لهم وجها لوجه، وربما أنا اخترت ذلك، فالبعد أحيانًا فيه راحة مع أن المثل يقول” الجنة من غير ناس ما بتنداس”،
يبدو أن لكل منا رأيه الخاص، بالنسبة لي وبعد عدة تجارب مع الناس عن قرب، فضلت أن يكون بيني وبين الناس مسافة تحفظ الود والجمال الذي لن يشوهه الاقتراب. لهذا لم يكن لكورونا تأثيرها الاجتماعي عليّ، فأنا أنعم بصداقة أعتز بها عبر صفحتي الخاصة بالفيس بوك، يشاركني فيها الأصدقاء في أفراحي وأحزاني، ويشاركني البعض في يوميّاتي التي تتمثل في عرض ما يدور على الساحة العربية، وبعض الأعمال الأدبية، والصور التي ألتقطها عبر مسيرتي اليومية لتكون محفظة الذاكرة.
السنون مرت وبقي معي بعض الأصدقاء الذين لم تتغير مواقفهم رغم اختلافنا، نتبادل التحيات والآراء يوميًّا تقريبًا ولا شكّ أن هناك بعض الأسماء الكريمة التي قد انحفرت عميقًا في الذاكرة.
وعلى النقيض من ذلك هناك بعض الأصدقاء الذين تبخروا مع الأيام، بسبب اختلاف الآراء بيننا ولعدم انسجام الأرواح، فكما تعلمون هناك من لا نهضمهم ولا تتوالف معهم أرواحنا وهذا أمر طبيعي.
وقد وجدت أن الفرصة مناسبة في هذه الأوقات العصيبة لتقديم كل الشكر من خلال هذه المنصة الطيبة لكل من شرفني ويشرفني دومًا بحضوره الكريم.
مع كورونا وبدونها سيظل تواصلنا على الخير دومًا إن شاء الله.
ودمتم بألف خير..