يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
نيران صديقة/ وقاية صديقة
2020/05/11
٢٠
هل يمكن أن تكون النيران صديقة؟!
نيران صديقة؛ مصطلح عسكري يستخدم حينما تقتل النيران أفرادًا من نفس الفريق العسكري بالخطإ، يحدث ذلك بسبب أخطاء فنية أو نتيجة توتر ما بسبب الأوقات العصيبة في الحرب، أو عند دخول مناطق جديدة غير مألوفة، “تعقيدات حربية لا تعنيني كثيرًا وتهمّ أصحابها”.
كيف يمكن أن نطلق على النيران التي تقتل أرواحًا بنيران صديقة؟! الصداقة يتجلى في معانيها الحب والوفاء والإخلاص، فكيف يطلق على أدوات الدمار بالصديقة؟! كل أداة سخرت لزهق الأرواح لا يليق بها لقب الصديقة، هكذا تدرك مخيلتي.
نيران صديقة؛ عنوان لمسلسل درامي عرض قبل سنوات، وعنوان اختاره علاء الأسواني لإحدى رواياته.
اليوم تصدرت الصحف عناوين تقول: نيران صديقة تقتل وتصيب العشرات من قوات البحرية الإيرانية، حيث تم إطلاق صاروخ كروز إيراني بالخطإ ليصيب سفينة بحرية ويتسبب في مقتل 19 بحارًا وإصابة 15 آخرين.
وبما أننا في أيام الكورونا نتساءل، هل التوتر والقلق المصاحبان لكورونا سبب القصف الخطإ؟ الأيام كفيلة بمعرفة الحقائق.
لا تهمني الأخبار الحربية والسياسية، ما لفت نظري هو عبارة النيران الصديقة، فلماذا لا نختار المفردات الأمثل والأدق والأوضح، أظن نيران مخطئة؛ عبارة أدق لوصف نيران تتجه بوجه نفس أفراد الفصيل.
فمثلًا هل يمكننا القول يومًا عن عدوى كورونا بأنها عدوى صديقة، حين يهمل البعض في توخي الحظر واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية، هل سنخبئ جريمة العدوى المتسببة بالإهمال بقول إنها عدوى صديقة غير مقصودة.
الحجر ممل، وإجراءاته تبعث على الضجر، ولكن حينما تكون الضحية روحا بسبب الإهمال، حينها ستكون الوقاية واجبًا، علينا تقبله بصدور رحبة.
فلنحافظ على حياة الأبرياء بالوقاية الصديقة..
حفظكم الله جميعًا..