توبـة
يا مَنْ رَفعتَ العرشَ ثم عليتَه
فاهتزَّ عرشُكَ رهبةً لسناكا
ذاتُ البروجِ بنيتَهَا وأضأتها
فأضيئت الدنيا بنور سماكا
يا مَن دحَيْتَ الأرضَ ثمَّ وهبتها
خلقا كثيراً ما لهم إلاكا
فجعلت فيهم مَن يُسبِّحُ طائعاً
وجعلتَ فيهم عاصيا فعصاكا
وخسفتَ أقواماً بذاتِكَ أشركوا
وشملتَ غيرهمُ بفيضِ رضاكا
***
إنِّي أَتيتُ البابَ فاقبَلْ توبتي
واقبَل – إلهي – هائماً يهواكا
كم قد قبلتَ مِنَ الورى أعذارَهمْ
وقبلتَ خطَّاءً أتى ودعاكا
كم بالنهارِ بسطت أيدي رحمةٍ
فاستوْعَبَتْ كلَّ العبادِ يداكا
والليلُ سترٌ للعبادةِ ِ والهوى
ويفوز بالغفرانِ مَنْ ناداكا
فارحمْ فؤادي يا رحيمُ فإنه
قد ضلَّ منِّي في الهوى وأتاكا
***
أنتَ الَّذي خلقَ الوجودَ وبارئي
فاختمْ على قلبي بنورِ هداكا
أنتَ العظيم ، وأنتَ ربِّيَ خالقي
مَن لي وقلبي يا عظيمًا سواكا ؟
قد جاء بابك يحتمي من غيِّهِ
فاقبَلْ مُسيئاً يحتمي بحماكا
يا ربُّ ، واقبلني بحقِّ مُحمَّدٍ
فهو الشَّفيع لمن بهِ ناجاكا
وهو الحبيب المصطفى نرجو به
يوم القيامةِ – ربَّنا – رُحماكا