يومياتي مع كورونا في شيكاغو
عروس
2020/05/05
14
هل تخيلتم يومًا أن يتم سجن عريس لأنّه حضر حفل
عرسه، هذا الحال أيام كورونا، فالفرحة يجب أن تقتصر على المقربّين فقط، ولا أدري إن فرضت الكمامات على العرسان في بعض الدول؟!.
الحال أصبح عجب العجاب في زمن الكورونا، لعل في ذلك راحة للبعض، خاصة أولئك الذين يجدون في الحفلات تفاهات، وزيادة تكاليف بلا داعٍ.
ترى أيّ الطرفين سيتضرر، وأيهما سيجد في ذلك راحة.
العروس تريد أن تتبختر أمام صديقاتها، ليست فرحة بالعرس قدر فرحها في المظاهر، أن تعرض فستانها ومجوهراتها والفندق الذي أقامت فيه الحفل، لا يهم أن تعيش التعاسة لعشر سنوات في تسديد الديون، المهم أن تظهر بصورة عصرية أمام صديقاتها والمعازيم، لا أدري، ترى كيف سيكون حال العريس! لربما يكون حاله معاكسًا، فمنع الحفلات يعني أن جيبه سيظل عامرًا بتحويشة العمر، وسيحتفظ بالقرش الأبيض لليوم الأسود، (لعل الفتيات سينقمن عليّ).
لا أجمل من الأفراح والليالي الملاح لكن إن كان الحال يسمح، فمن الجميل أن تكون ليلة العمر ذكرى طيبة تسترجع في قادم الأيام، وأن لا تجر الأسى حين مرور طيفها، فقد تتسبب ليلة واحدة في تدمير أسرة بأسرها قبل الأوان.
كل جديد له نظيره في الذاكرة، أعود إلى ثلاثين عاما إلى الوراء، كنت أستقل الحافلة متوجهة من الجامعة إلى البيت، توقفت الحافلة، صعدت إليها فتاة جميلة تلبس فستانًا أنيقًا، أذكر تفاصيله حتى هذه اللحظة، جلست بجانبي، وكما عادة كل من يجالسني يبدأ بالحديث معي بأريحية(وهذه حقيقة وليست نرجسيّة). أخبرتني أن عرسها سيكون بعد أسبوع، أبديت إعجابي بفستانها، فقالت أنها هي من خاطته ووضعت الإكسسورات المناسبة له، الفستان لونه أحمر، عليه أزرار جميلة لافتة بيضاء، وله جيوب جانبية، امتزج اللون الأبيض فيه بتنسيق جعل منه قطعة فنية جاذبة، أخبرتني أنها وفرت للعريس الكثير من المصاريف، فقد قامت بصناعة الفرشات واللحف والمخدات، وخاطت البرادي، كما صممت وخاطت جميع ملابسها، ورفضت عمل حفلة بالفندق، قالت: الأموال التي ستذهب في ليلة يمكننا استثمراها للمستقبل.
أية فتاة هذه؟! أظنها ملاكًا سقط من السماء فتلقفها ذلك العريس سعيد الحظ!
في النهاية؛ مبروك لكل العرسان وبالرفاهة والبنين..
هل يوجد فتيات بهذه المواصفات هذه الأيام؟
أشك.. والله أعلم!
إلى اللقاء
*ملاحظة في بعض البلدان العربية التكلفة يتكفل بها العريس..
أظن في مصر هناك بعض التكاليف تكون على عاتق العروس..