? عنوان المقال العلمي :
? استدراكاتي التفسيريّة البلاغيّة على أستاذنا الإمام مولانا محمد متولّي الشعراوي رحمه الله وقدّس سرّه في تفسيره والرد على الدكتور الداعية المصري محمد هداية هداه الله وبصّره به ?
? تقديم عام ومدخل منهجي ?
? يطالعنا الإعلام الحالي بمناظرات جرت بين الشيخ الداعية الدكتور محمد هداية من مصر مع ثُلَّة من أهل الفكر والفضل وقبلها خرجات وشطحات إعلامية يُقِرُّ فيها فضيلته بإنكار حدوث معجزة المعراج يقظَةً جملةً وتفصيلاً والحقيقة أنّنا بعد الاستماع إليه و النظر في مناط أدلّته وجدنا الرجل يُرغِي و يُزبد صَيْحَاتٍ في واد ويطير في غير مطاره ويتفنَّنُ في سوق الشُّبَه والضلالات سوقا
لا يسعننا هنا أن نذكرها كلها لَا مجملةً و لَامفصلةً لكنّي ارتأيت أن أردّ على فضيلته وعلى كلّ مُتطاولٍ متفلسفٍ على لغة القرآن العظيم وشريعته الغرّاء وذلك بالنظر في مَحَكِّ الاختلاف وأساسه .
? فحوى عريضة الدعوى ?
? هذا الرجل الداعية يذهب إجمالا إلى أن حادثة المعراج حدثت في منام رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولَم تجرِ في اليقظة وكل ما أتى به من أدلةٍ دليل ساطع قاطع على جهله المستطيل بلغة القرآن ومَا رُكِّبَ عليها من مقاصدَ شرعية .
? لذلك سأردّ عليه ردًّا علميا مُفصَّلا سأسعى جهد الحريص أن يصل إلى فضيلته علّه يرجع عن ضلاله و يتقي الله في ما تلفظت به شفتاه أمام ملايين من البشر ممن يتابعون برامجه في التِّلفاز خاصةً وأن الأغرار من شَبَبَتِنا والأغمار من نشئنا ينصتون إليه ونخاف عليهم بشفقةِ محبٍّ أن يمسّهم شيء مما تزيغ به قلوبهم عن مشرب العقيدة الصافية والله المستعان .
? والملاحظ أن الدكتور هداية تَكَوَّن في عقليته إشكال البحث في سوء تدبّره لمادة الفعل الثلاثي المجرّد “رَأَى” التي منها حكم أن النبي إنما عاش المعراج حادثة رؤيا منامية لا غير .
? كما أني سأستدرك استدراكات بلاغية لغوية على شيخنا الإمام العارف بالله مولانا محمد متولي الشعراوي فيما أغفله في تفسيره للآية التي جعلتها درة هذا المجلس التفسيري الاستدراكي وهي قوله تعالى :
{ ومَا جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس }
? هذه الآية يجعلها الشيخ محمد هداية أُسّ أساس بحثه القائم على نفي حادثة المعراج في حال يقظته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم معتمدا على ليّ عنق الآي تأويلا وتفسيرا ينأى عن البحث العلمي الرصين وما ذهب إليه جمهور العلماء من مفسرين وغيرهم في إثبات معجزة المعراج الذي كان بروحه صلى الله عليه وسلم وجسده إلى السموات العلى .
? رأي الشيخ الشعراوي التفسيري في الآية الكريمة – دراسةً وتحقيقاً وبياناً – ?
? يرد الإمام الشعراوي على كل ناف بغير دليل حادثة المعراج لرسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم روحا وجسدا من ثنايا ومقاصد هذه الآية العطرة بما يلي :
? الآية الكريمة بدأت بالنفي بالأداة ” ما ” وتوسطها استثناءٌ بالأداة ” إلا ” وبعد أن ساق الشعراوي هذا علمت أن هذا العملاق الكبير في التفسير إنما يريد أن يجعل الآية من باب
” الاستثناء المُفَرّغ ” الذي تأتي فيه الجملة مُقدَّمة بنفي مع ذكر المستثنى وغياب المستثنى منه فيتفرّغ الفعل للعمل في المستثنى كما لو أن النفي والاستثناء غير موجودين في الجملة فإنك تقول : ” ماجاء اليومَ إلا زيدٌ ” يعني جاء اليومَ زيدٌ وإنما تَفضُلُ جملة الاستثناء المفرغ عن الجملة الثانية بدونه أنّ الأولى تَحقّق فيها مايصطلح عليه بلاغيا
” بالقصر ” لأن الأولى تعني أنك قصرت المجيء على زيد دون غيره ولكن الثانية تعني أنك حكمت لزيد بالمجيء مع إمكانية مجيء أحد معه دون علمك مثلا .
? وبعدها ينتقل التفسير الشعراوي البديع لتفسير معنى الفعل المنفي ” وما جعلنا …” حيث إن الفعل جعل يأتي على معنيين الأول يأتي بمعنى ” الخلق ” والثاني يأتي بمعنى “التَّصيير والتَّحويل” و ضابطُ المعنيين هو مفعول الفعل فإن جاء الفعل جعل ناصبا لمفعول واحد كان بمعنى الخلق ومنه قوله تعالى :
{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة }
? أي خلقهما بينكم فالجعل هنا جاء بمعنى الخلق لأن الفعل نصب مفعولا به واحدا وهو مودة التي عطفت عليها ورحمة .
? ومما يعضِّد تفسير الشيخ الشعراوي أن الجعل في الآية وغيرها إنما أتى في سياق الخلق كما في بداية الجملة القرانية الكريمة .
? وتجد هذا أيها القارئ الكريم في قوله تعالى في أول سورة الأنعام في قوله تعالى :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ }
? فقوله تعالى :” وجعل الظلمات والنور ” أي خلقهما سبحانه وتعالى والضابط دائما هو مجيء الفعل ناصبا لمفعول واحد .
? وهذا يقتضي أن مفعول الجعل كان معدوما قبل جعله وخلقه لأن الله تعالى خلق الظلمات والنور من عدم إذ قبل خلقهما
لم يكونا حاضرين وجودا ففعل خلق الخالق منطقاً وعقلاً يسبقُ وجودُه مفعولَ الخلق وهو المخلوق كما يقرره الواقع أيضا .
? أما إن أتى الفعل جعل ناصبا لمفعولين فهنا يتغير معناه من معنى الجعل إلى معنى التصيير ومنه قولهم :
” جعل النجار الخشب كرسيا ” فجعل هنا نصب مفعولين أولهما الخشب وهو مفعول به أول و ثانيهما كرسيا وهو مفعول به ثان وبهذا الضابط كما قرره الإمام الشعراوي يكون المعنى صيّر النجار الخشب كرسيا أي حوّله وركّبه إلى أن صار كرسيا بعد عملية النشر والتقطيع والتّركيب ووضع المسامير وفق مقاييس معينة مضبوطة .
? وعليه حُمِل قوله تعالى : ” إني جاعلك للناس خليفة ” فكلمة جاعلك هنا جاءت بصيغة اسم الفاعل الذي نصب مفعولين وهما الكاف الضمير المتصل المبني في محل نصب مفعول به أول و خليفة وهو المفعول به الثاني وانطلاقا من هذا الضابط كان معنى جاعلك أي مُصيِّرك يا آدم للناس خليفة .
? وعليه فقد استنتج الإمام الشعراوي ضمنيا بعبقريّته الفذّة المعهودة انطلاقا من الجعل أن وجود المفعولية المادية كانت حاضرة قبل الجعل فالخشب كان حاضرا قبل قيام النجار بفعل الجعل .
? استدراكي الأول على الإمام الشعراوي ?
? هناك استدراك أوليّ على هذا الطرح وهو أن الوجود الفعلي إنما كان للمفعول به الأول
لا الثاني لأن جملة جعل النجار الخشب كرسيا تجعل الخشب بمنطق اللغة الواقعي هو المفعول الأول و هو من كان حاضرا حضورا وجوديا أمّا الكرسي وهو المفعول الثاني لم يكن حاضرا وإنما اشتُرِطَ لحضوره قيام النجار بتحويل الخشب الى كرسي بنشره وقطعه بالمقاسات الهندسية وطرقه بالمسامير حتى تصوّر في الأخير في شكل كرسي بمعنى أن هناك علاقة اشتراطية بين المفعولين فحتى يتحول الخشب كرسيا لابد من وقوع فعل الجعل عليه من قبل النجار أي أن وجود المفعول الثاني الكرسي مرتبط وجودا بوقوع فعل الجعل على المفعول الأول وإلا
لولم يقع هذا لبقي الخشب خشبا في موضعه والكرسي معدوما .
? وعليه فإن قوله تعالى في الآية السابقة يعني أن الجعل فيها إنما هو للتصيير لا الخلق لوجود ضابطه وهو أن الفعل نصب مفعولين اثنين الأول وهو الرؤيا منصوب على تقدير النصب على ألفه استثقالا والمفعول الثاني هو فتنة المنصوب بالتفرّغ أي تفرغ الفعل بنصبه لأن الاستثناء هنا مفرّغ كما سلفَ بيانُه .
? وهذا يعني انطلاقا من هذا التأصيل أن الرؤيا كانت موجودة قبل أن تصير فتنة و في هذا الصَّدد تساءل الإمام الشعراوي تساؤلا علميا جد دقيق وفي غاية من الروعة وهو أنّ كلمة فتنة تدل على أن هناك من آمن بحادثة المعراج وهناك من كفر بها من الطرف المشرك وجحد بها حيث لا يسمى الشيء فتنة حتى يكون فيه طرفا نقيض و الرؤيا هنا عقلاً لا يمكن أن تكون إلا رؤيا يقظة
لا رؤيا منام لأنّ رؤيا المنام لا اختلاف عليها فالرائي يرى نفسه يطير في الجوّ وله أجنحة يطوي بها الآفاق ويرى أيضا أنه فوق القمر وفي مكان بعيد سحيق فلو أن النبي أخبرهم بالمعراج في كونه منحصرا في رؤيا منامية لما حدثت الفتنة أصلا لأن المنام يبقى مناما والمؤمن والمشرك متفقان أنه يحدث فيه أمور خارقة مخالفة لما جرت به مقادير الخلق في الواقع ..
? إذاً بقيت مسألة واحدة وهي أن تكون الرؤيا يقظة وبها وقع رفض المشركين الجاحدين لها لأنها أمر خارق جدا للمنطق البشري والعقلية الكفرية المتكلِّسة مبنية على رفض أمور الغيب وعليه لا يمكن حمل المراد من الرؤيا هنا إلا على وجه اليقظة لمنطق الآية الواقعي .
? استدراكي الثاني على الإمام الشعراوي رحمه الله والتمهيد للرد على المنكر الدكتور محمد هداية ?
? بعد هذا العرض الجميل من الشيخ الشعراوي و انطلاقا من دراستي الشخصية التحليلية لتفسيره البياني البليغ أودّ أن أهمس همسات حانية في أذن هذا الفطحل الكبير رضي الله عنه وقدّس في الصالحات ذكره أن تفسيره البديع هذا وإن كان يجنح للجانب المنطقي فهو بعيد عن التأصيل اللغوي حيث لو سمعه المخالف وهو هنا الدكتور محمد هداية ومن اتبعه في ضلاله لأقروا به منطقاً ولاعترضوا علينا لغةً قائلين :
? لكن كلمة الرؤيا الموجودة في الآية تخالف هذا التفسير لأن الرؤيا التي يتحدث عنها الشيخ الشعراوي إنما هي الرؤية بالتاء التي تعني المشاهدة الباصرة الواقعية أما الرؤيا المنامية فلا تكون إلا بألف قصر ممدودة في آخرها وعليه أجمع علماء اللغة فكيف نخرج إذن من هذا الإشكال العلمي ؟! وننتصر لرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في إثبات معجزة عظيمة اتفق عليها جلُّ علماء الأمة ؟!
? الحقيقة أن الفعل رأى الذي اشتقت منه الرؤيا والرؤية بالألف والتاء معا أخذ من عمري الكثير من الجهود والبحوث فهو فعل عجيب في تركيبه وتصريفه حيث هو الفعل الوحيد الثلاثي الذي يبقى على حرف واحد مبني على الفتح في جميع تصاريفه فتقول في وقَى و وعَى و وفَى و وأَى قِه قِيا قُوا قِي قِينَا وفي وَعَى عِه عِيَا عُوا عِي عِينا إلا رأى فتقول فيه رِه رَيَا رَوْا رَيْ رَيْنَا وأدعو القارئ الكريم شخصيا أن يحفظ نظم الإمام ابن مالك في الأفعال التي تبقى على حرف واحد في منظومة سهلة الأسلوب واضحة المعاني وأن يحققها على كتاب ” الحلية لكل ما لفعل من تصريف وبنية للعلامة ابن عنترة الأندلسي بتحقيق الدكتور بنحمزة .
?تنبيه وملحظ إملائي صرفي :
– تُكتب جميع هذه الأفعال على حرف واحد في الأمر للمذكّر المخاطب مرفوقة بإجماع علماء اللغة قاطبة دون مخالفة أيٍّ منهم بهاء السكت فيما أفادنيه شيخي الإمام سيبويه وقد قال بدر الدين الدماميني شارح مغني اللبيب لابن هشام المصري فيما معناه : إن من كتبها بحرف واحد دون هاء السكت لا بد من قطع يده .
? هذا الفعل يستعمل فيما يعجز عنه النظر فتقول رأيت الحق سبيل النجاح لذلك ارتبط الفعل بالقلب فقيل فيه رأى القلبية .
? وقوله تعالى :
{ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ }
? فقد عبّر عن فعل مشاهدة الموت وهو أمر غيبي بالفعل رأيتموه وميّز بينه وبين الفعل تنظرون مما يدل أن الرؤية شيء والنظر شيء آخر وهو ما ذهب إليه أستاذنا الإمام الكبير الشريف الرضي في كتابه الموسوم ب” حقائق التأويل في متشابه التنزيل ” وأنصح كل دارس لعلوم القران البلاغية أن يعكف على قراءته ويثافن فنونه فهو يحوي بحق علوما غميسة غزيرة ونفيسة .
? الرؤيا و الرؤية شيء واحد ويستعملان مترادفين ?
? من البراهين الدامغة العلمية الغميسة النفيسة التي أرد بها على كل منكر لحادثة المعراج يقظةً و متفيهقٍ متفلسفٍ على لغة الكتاب العظيم وذلك انطلاقا مما يلي :
? إن قوله تعالى :
{ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس }
? الرؤيا بالألف القصرية هنا هي الرؤية البصرية بالعين المجردة ودليلنا بالتحرّي يتمثّل فيما يلي :
? استعملها شاعري المحبوب أبو الطيب المتنبي بنفس المعنى حيث قال كما في ديوانه :
? مَضَى الليل والفضلُ الذي لك لا يمضي
? ورؤياكَ أحلى في العيونِ من الغَمْضِ
? فقوله ورؤياك أحلى في العيون دليل قاطع على أن الرؤيا مرادفة للرؤية البصرية وأنها تردُ لغةً ولا إشكال في ذلك فالشاعر يمدح ممدوحه وهو بدر بن عمّار قائلا إن العيون إذا رأتك بالمشاهدة البصرية تجد حلاوة رؤياك أحلى من حلاوة الكَرَى في اغتماضها وليس عند العين أحلى من لذَّةٍ تُطبقُ فيها الجفون للراحة .
? وقد يعترض المخالفون علينا بأن هذا البيت محطَّ خلاف بين العلماء وسيستدلون بما اعترض به إمامنا أبو محمد القاسم بن علي الحريري على شاعرنا العظيم المتنبي في كتابه الموسوم ب” درة الغواص في أوهام الخواص ” حيث أنكر على المتنبي استعمال الرؤيا هنا وهي خاصة بالمنام لا اليقظة ومنه قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف ” هذا تأويل رؤياي من قبل ” ولذلك كان على الشاعر أن يقول ومرآك في العيون أحلى من الغمض فيخرج من الوهم والخطأ .. فهل نسلِّم لهؤلاء بهذا الاعتراض ؟!
? بالطبع لا فالعربية واسعة ووسيعة وسيتكلف في الرد على هؤلاء أستاذنا الإمام الكبير أبو محمد عبد الله بن بري المقدسي المصري الذي تعقّب الإمام الحريري في درة الغواص وانتقده في مواضع عدة منها هذه حيث ذهب إلى أن الوهم قد وقع فيه الحريري لا غيره لأن العرب تستعمل الرؤيا المنامية بمعنى الرؤية البصرية ومنه قول الشاعر الأموي الكبير أبو جندل عبيد بن حصين الشهير بالراعي النميري وهو ممن يستشهد بشعره :
? فكبّر للرؤيا وهشّ فؤاده
? وبشَّر نفسا كان قبل يلومها
? ومعنى البيت أنه لما رآه بأمِّ عينه طرب قلبه لرؤيته وبشَّر نفسه التي كان تلومه على غيابه .
? شبهة والرد عليها ?
– هذا الدليل العلمي استقيناه من كتاب الإمام الكبير محمد بن إبراهيم الحنبلي من كبار علماء اللغة والأدب في القرن العاشر والمسمى ب” بحر العوّام فيما أصاب فيه العوام ” وهو كتاب خاص بشواذّ اللغة والنحو ككتاب ” تحفة الغريب ” لعمر بن الوردي الإمام ومعلوم أن الشذوذ في اللغة
لا يتنافى مع الفصاحة كما قال الحنبلي وغيره بل وقد يكون الشاذ أفصح من الفصيح القياسي كما في الفعل يحسِب من حسِب بكسر عينه في المضارع سماعا وشذوذا هو أفصح من يحسَب بفتحها لأن لغة الكسر لغة أهل الحجاز وهم مقدمون في السماع كما في حاشية الطرة على لامية الأفعال لابن مالك ..
? وهكذا بعد هذا التَّطواف العلمي الرصين بمنّه سبحانه وكرمه نكون قد انتصرنا لرسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم بسوق الأدلة وتفسيرها والاستدراك على تفسير الإمام الشعراوي ردا على المخالفين الذين ابتليت بهم الأمة والله المستعان ..
? جعل الله هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأثاب قرّاءه وناقليه خير الجزاء وقد كتبناه في هذه الليلة المباركة من رمضان الكريم التي هدأت بلابلها و رقّ نسيمها وغارت نجومها في كبد السماء مسبِّحة خالقها جلّ في علاه الذي أكرم نبيه الكريم بمعراج عظيم خصّه به دون سائر خلقه هذا والأدلة تترى كثيرة ولكن رأينا أن نرد على المخالفين بأقوى الحجج وأمتنها مما جَمعتُ فيه الاستدراكات والتحقيقات ليكون كنزا لقارئه .
? والله أعلى وأعلم وأعظم وأحكم ?
? وصلِّ اللهمَّ على جدي المصطفي الأمين طِبّ القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ?