يومياتي مع كورونا في شيكاغو
مؤامرة / رواية
2020/04/26
٥
ضاجت البشرية من الحجر، الأطفال بدأوا يشكون من تواجدهم بالبيت، بعض الأمهات مللن أزواجهن في الحظر، والبعض الآخر وجدن الأنس بذلك.
البعض وجد بالحظر مؤامرة على المساجد، يحق قول ذلك إن فرض الحظر على المساجد فقط، لكن القانون تساوى مع جميع المرافق المغلقة التي تضم أعدادا كبيرة من البشر؛ دوما أذهاننا تتجه إلى المؤامرة، هناك مؤامرة في انتشار وباء كورونا، الفيروس مصنّع، كيف له أن ينتشر بهذا الكم؟! لماذا تم ترعيب الناس بهذا الكم؟!
ماذا لو تركت العنان لأفكاري، سأقول أن مصانع أدوات التكميم والأقنعة وراء نشر الذعر، سأقول نعم يريدون تخويف الناس حتى يسارعوا بأخذ اللقاح حينما يتم تصنيعه، ماذا لو كان اللقاح يحتوي على الميكروشيب، تلك الشريحة المتناهية في الصغر؟ لست وحدي من يخمن ذلك، لست وحدي من يرجح نظرية المؤامرة، البعض يجد في نظرية المؤامرة غباءً، كيف سيكون الوباء مؤامرة وقد خسرت أعظم الدول مليارات الدولارات، واستنزفت مليارات الدولارات من أجل تأمين الرعاية الصحية للمصابين، بما فيهم الولايات المتحدة؟!
الدول العظمى تتراشق الاتهامات فيما بينها، ونحن العرب يطرق أذاننا خبر من هنا وهناك، ليس لنا وجود على خريطة العمل، نحن المستمعون المراقبون عن بعد، كل ما نقوى عليه قول: ما باليد حيلة.
كيف لأمثالنا الحكم على الأمور بموضوعية وقد تعودنا الخنوع، واستلام أمورنا جاهزة؟! حتى الشماغ العربي يصنع لنا ببريطانيا والصين، بل والسبحات وسجاد الصلاة، هل نحن شعب مدلل أم شعب خانع؟ لا لوم علينا إن آمنا بالمؤامرة، فنحن شعوب غائبة عن مجريات الأحداث.
ربما ذلك ما يعزي رواج الروايات، فهي الأكثر مبيعا من بين الكتب، نريد واقعًا آخر يبعدنا عن حقيقتنا وأحلامنا الموؤودة.
لعل عزائي اليوم ورغم بشاعة المنظر؛ هو أن شعوب الإفرنج الذين طالما انبهرنا بهم يقعون أيضًا في أمور غبية، اليوم ضرب مئات الأفراد في أمريكا الحظر عرض الحائط حينما أحيوا احتفالًا في مكان مغلق، ضيق التفكير ماركة عالمية ليس له جنسية أو لون أو دين..
اليوم أعلنت عمدة شيكاغو لوري لايتفوت عن إمكانية تمديد الحظر إلى شهر حزيران..
أعود إلى الحياة بعيدا عن كورونا، أجدني حائرة بين متابعة مسلسل تافه أم قراءة رواية!!
غدًا سيكون أجمل.
إلى اللقاء..