تعقيبا على فيدو الشيخ التجكاني في رده على الإذاعي محمد شاطر – أحمد حضراوي

0
430

كنت قد أعلنت استكمال ردي على الإذاعي بإذاعة أرابيل بروكسل السيد محمد شاطر حول ما أطلق عليه “تأجيل رمضان”، غير أن تعليق الشيخ محمد التجكاني رئيس رابطة العلماء والأئمة ببلجيكا عليه صوتا وصورة، اضطرني إلى تسليط الضوء على مجموعة من الإشارات التي وردت في تعقيب الشيخ والتي لم تخرج عن السياق العام لردي عليه، وإن كانت تبدو في ظاهرها متفهمة لما طرحه الإذاعي عن جهل وخطأ وخوض فيما لا يعلم، وناصحة له بكل عطف، وبأسلوب راق جدا بلغ حد تأنيب منتقديه الذين بالغوا في نقده إلى استصدار أحكام خطيرة في حقه من قبيل التكفير والإخراج من الملة، فإنها من ناحية أخرى جاءت لاذعة لمحمد شاطر ومقرعة له، بل ومكذبة له ضمنيا وتلميحا لا تصريحا ولما أورده عن سبب إصداره للفيديو الأول الذي زعم أنه لم يكن موجها للعامة بل كان مجرد طرح أسئلة بصوت عال على مشايخ دين وعلماء أمة وفقهاء وهيئات دينية لم يحددها، وثبت من كلام الشيخ التجكاني أنه كانت مجرد كذب لمحاولة الخروج من المأزق الذي وجد فيه شاطر نفسه بعد انفجار “تدخله في الشأن الديني اللامسؤول”، تدخل تجاوز وظيفته كإذاعي، يتمثل في طرح الأسئلة والتساؤلات على أهل الاختصاص، إلى إفتاء ضمني برأيه في المسألة الفقهية المستجدة، لا بل واتهام المخالفين المحتملين لرأيه بعدم الفهم وعدم الاهتمام بل والتشدد.
حاول الشيخ التجكاني التماس الأعذار لمحمد شاطر دون مجانبة الحق، فوجه إليه النصح بالقول خيرا أو الركون إلى الصمت، معتبرا أنه قد أخطأ وأن العبارة قد خانته، لأن ما سبق به من قول لا يمكن أن يصدر عمن لديه عقل. وبأنه حاول تحقيق سبق صحفي فيما لا يتقن، وهو سبق بين جهله بالمسائل الدينية جهلا تاما. فالمجال الديني يتطلب العودة فيه في كل صغيرة وكبير إلى أهل العلم به والاختصاص فيه، ولو في طرح الأسئلة، فالسؤال مرآة مجال بحث السائل.
أما في شِق العلم، فأكد الشيخ التجكاني أن علماء الطب لم يفصلوا بعد في أمر كورونا وأثر الصوم على الصائم في ظل تفشيه، بل إن معظم الآراء قد ذهبت في منحى أن الصوم يقوي مناعة الأجسام. وبالتالي دعا الشيخ التجكاني محمد شاطر إلى الاعتذار لأهل العلم وعدم استباق الأحداث وعدم التورط في أمور أكبر من مداركه.
هل استمع الإذاعي محمد شاطر إلى نصح الشيخ التجكاني؟
ها هو يخرج علينا مرة أخرى في تصريح لميكروفون MDM يعود به إلى عادته القديمة في لوم المتلقي على عدم فهم خطابه، ويؤكد على حقه كـ”إعلامي” في طرح الأسئلة، بل واستهزأ من ذات عبارته “تأجيل الصيام”.
يكرر مرة أخرى حكاية تسريب الفيديو ويحدد عدد الأشخاص “المشايخ” الذين يزعم أن الفيديو لم يكن إلا عبارة عن أسئلة موجهة إليهم تحديدا، لكنه لم يكلف نفسه عناء تحديد لا هؤلاء الأشخاص ولا الجهات التي ينتمون إليها باستثناء واحد، قال إنه يشتغل في الهيئة التنفيذية -لم يسمه ولم يحدد مركزه-، هل هو رئيسها أم ناطقها الرسمي أم بوّابها؟ ترك الأمر مفتوحا على كل التأويلات، لكنه لم يتورع عن تأنيب مسرب الفيديو في تصريح غريب عجيب منه.
يصر على أن الفيديو سُرِّبَ نعم من طرف أحد الخمسة، لكنه ينزههم عن فعل ذلك في ذات التصريح، ثم يعود ليلوم الفاعل ويسأله عن راحة ضميره بعد فعلته؟ ليخلص بنا إلى نتيجة أغرب هي: هل سيضيّع هو مسار 34 سنة “إعلام” على فيديو “ديال الخوا الخاوي”؟
نريد فقط أن نفهم يا سيد محمد يا شاطر كي لا تتهمنا مرة أخرى بعدم الفهم: هل هو فيديو نشرته أنت بنفسك بحثا عن البوز؟ أم هو فيديو بعثته لـ5 مشايخ كلهم ثقة لكن سربه أحدهم برّأته أنت في نفس الفيديو الذي اتهمته فيه بالتسريب، وهل كان فيديو يتضمن أسئلة مهمة تخص صيام مسلمي بلجيكا من عدمه في ظل جائحة كورونا أم أنه مجرد فيديو “ديال الخوا الخاوي” و”لالة مولاتي” كما وصفته، نريد أن نفهم، وقد دعوتَ المثقفين صراحة للفهم وأظنني منهم والله أعلم!!!
ثم لماذا لا يتدخل هؤلاء المشايخ الخمسة أو بعضهم لتأكيد كلامك أو ترتب حلقة مباشرة معهم عبر تطبيق “زووم” المجاني ليبرئوا ذمتك ويؤكدوا للرأي العام أنك كنت فقط طارحا لسؤالاتك فينفض مولد هذه الجعجعة؟
الجواب هو أنه ليس هناك لا خمس مشايخ ولا خُمُسهم، إنما هو عذر أقبح من ذنب، ومِجَنٌّ قلب لك ظهره.
يستشهد الإذاعي الكبير بمجموعة من الدول لكن دون أن يدرك أن كل من استشهد بها ضد اتجاه سؤاله، ذكر مصر وتونس وخص عبد الفتاح مورو من تونس بالذكر تحديدا، هل لأنه مرجعية مالك محطة أرابيل التي يشتغل بها، لا ندري؟! وذكر الأردن والإمارات، ولم ينس أن يأتي على ذكر المغرب في آخر ترتيب هذه الدول، وأكد أنها كلها قد أقرت صيام رمضان لهذا العام!
إذاً فلماذا يستشهد بدول حسمت في مسألة ما زال هو يسأل فيها، الله وحده من يعلم ثم محمد شاطر طبعا! وكان يكفيه أن يتبع قرار المغرب بوجوب صوم رمضان لو كان يريد إقفال هذا الموضوع، أم تراه لا يعتبر مشايخ المغرب وعلماءه في مستوى مشايخ بلدان المشرق التي ذكرها قبلا؟
المفاجأة وبعد كل هذا الكلام والحشو، يعود في الدقيقة 11.04 ليفتي بصريح العبارة بإمكانية تأجيل الصيام إن كان فيه خطر على سلامة الصائمين، ويؤكد أن ذلك هو تمام قول المشايخ!!!
يا محمد يا شاطر، إذا كان المشايخ قد قالوا بذلك فما جدوى سؤالك أنت إذن، ولم كل هذه البهرجة ما دام المشايخ قد حسموا فيه؟
بطبيعة الحال لن يستطيع أن يقنعنا بأنهم قد حسموا في الأمر تبعا لسؤاله، لأن محاوره (الذي قدم نفسه كصحفي) حمّل المشايخ الذين افترض شاطر أنهم قد حسموا أمر الصوم، مسؤولية عدم توضيح الأمور للرأي العام، لكننا نعذر هذا “الصحفي” الذي قال بعظمة لسانه: “اللغة العربية مفرداتها قاسحة شوية”، وذلك حين أخطأ التعبير مثل محاوَرَه متحدثا عن تأجيل الصوم بعبارة تأجيل رمضان.
وأقول للسيد محمد شاطر الذي صحح عبارة تأجيل رمضان بعبارة تأجيل الصوم، هذه العبارة بدورها خاطئة وشاذة فلا يوجد شيء في الفقه يسمى تأجيل الصوم، بل العبارة الأصح هي قضاؤه. أما الصحفي الذي لم يلعب سوى دور من يحاول تلميع صورة محمد شاطر لكنه فشل بل انقلبت الآية عليه معه، أقول له: إذا كانت مفردات اللغة العربية صعبة عليك “فآش دّاك لشي عمل صحفي، سير تبيع النعناع احسن ليك”. مع احترامي لنبتة النعناع ومن يزرعها ويتاجر فيها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here