أهل العراق أنا كفء لمن حقدا
ومن أراق دما منكم ومن وأدا
يأتي النسيم إليكم مثقلا أرجا
ولا يغادر إلا مثقلا حردا
أهل الشقاق فلو في جنّة مكثوا
سيقتل البعض فيها بعضهم أبدا
أهل النفاق على روح الثعالب قد
لبستمو الغرّ من غزلانكم جسدا
أرى رؤوسكمُ قد أينعت وأرى
سيفي وسهمي ورمحي خير من حصدا
كبّ الكنانةَ مولانا وأرسلني
إليكمو فالبسوا أكفانكم زردا
لأذهلنّ الصدى عن صوته فرقاً
ووارد الماء عما كاد أن يردا
ما زال يهتف بي طيفُ تأوبني
عند الكرى كلما جفني له خلدا:
لأنت وحدك يا حجاج صاحبها
هذي الظعون التي تسري بغير هدى
اِحمل على الناس من عفّوا ومن ظلموا
وخذ بذنب الذي قد غاب من شهدا
اِحمل على الماء وليجر الفرات دما
ودجلة وليلوّن دجلة بردى
اِحمل على الأرض بيداء وحاضرة
اِحمل ولا تبق في أرجائها أحدا
هدّم قصورا بمن شادوا ومن سكنوا
وانبش قبورا بها لم تدر من رقدا
والله ماسُلّ سيف في الزمان ولا
رمح تصوّب إلا كنتَ من قصدا
والله ماحملتْ أنثى ولا وضعتْ
إلا عدوّك فاحملْ قبل أن تلدا
حتى إذا ما العراق المستفيض دماً
خلا من الناس فازأر في المدى أسدا
واصرخ أنا الناس ولتُرجع- فتسمعُهُ-
كلُّ الهضاب إلى يوم الحساب صدى.