تَتَمَوْسَقُ عَلى سِمْفونِيَّةِ الـمَنْفى
مُجَرَّدَةً مِنْهُ، مُتْخَمَةً مُزْدَحِمَةً بِهِ،
مُرْتَعِشَةَ الأَمَلِ مُلْتَحِفَةَ العِزَّةِ
يَكْشِفُ بَطْنَ الغِبْطَةِ!
وَقَدْ طالَعَتْهُ نَجْمَةٌ!
يَتَسَلَّلُ بِريقِهِ بَريقُهُ
يَتَمَلْمَلُ عَلى سُرَّةِ النَّشْوَةِ!
بِدايَةُ النِّهايَةِ، أَوْ نِهايَةُ البِدايَةِ؟!
بَيْنَ جُنونِ الـمُقَلِ،
وَزَفَراتِ صَدْرِ الحَقيقَةِ!
تَنْزَوي، تُقَلِّمُ أَظْفارَ حاضِرِ الأَمْسِ،
عَلى صَهْوَةِ نِبْراسِ شَوْقٍ!
تَتَكَوَّرُ في حِضْنِ الحِرْمانِ
تُلَمْلِمُ تَناثُرَ شَظايا مَرايا ذاتِها،
يَفْتَحُ بابَ الصَّمْتِ الرَّمادِيِّ
وَرِهامِ ضَبابِ الغُرْبَةِ يَحْتَوي أَناها،
يَلْفَحُ شاطِئَ أَنَّاتِها.
في خَريفِ كَوْمَةِ لَحَظاتٍ
مُبْهَمَةِ الفَجْرِ مَعَ الْتِفاتَةِ وَتَرٍ جَريحِ اللَّيْلِ،
تَرْحَلُ مِنْهُ إِلَيْهِ!!
يَنْتَفِضُ أَناهُ بِها، تَذْبُلُ عُيونُ الأُفُقِ
تَسْتَسْلِمُ لِلَّمْسِ الأَمْلَسِ
وَتَبْتَسِمُ لِلَحْظَةٍ غَيْرِ مَعْدودَةٍ ثَوانيها
وَبَيْنَ ضَمَّةٍ وَشِدَّةِ كَسْرَةٍ تُعَنْوِنُ الحَنينَ.
تُمَسِّدُ سَنابِلَ نَمَتْ عَلى تَكَوُّرِ صَدْرِها،
تَصْفَرُّ، تَتَوَهَّجُ، في خُلُوٍّ وَخُلودٍ
تَتوقُ جَسَدَ الغِيابِ الأَخَّاذِ.
تُطَوِّقُ بِمِعْصَمِ دَهْشَتِها دَهْشَتَهُ،
تُعانِقُهُ، تَعْتَنِقُهُ، تُعَتِّقُهُ
وَلا تُعْتِقُ، اشْرِئْبابَ عُنُقِ صَبْوَتِهِ..!