فجأة وسط انشغال العالم أجمع وأمريكا على وجه الخصوص بتوحش فيروس كورونا وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات إلى أرقام لم يكن يتخيلها أحد، انتفضت وسائل الإعلام الأمريكية عن بكرة أبيها بعد القبض على الدكتور تشارلز ليبر..
ومنذ تفشي فيروس كورونا في العالم، والشائعات والحقائق لم تنته حول كيفية إنشاء هذا الفيروس، وسيطرت نظرية المؤامرة على كثير من التقارير، منها أنه انتقل عن طريق أكل أحد الصينيين لـ”خفاش” حامل للفيروس، وأخرى قالت إنه انتقل من خلال ملامسة أحد الصينيين لخفاش حامل للفيروس، وآخر تلك الروايات جاءت من داخل جامعة هارفارد الأمريكية، وتعتبر تلك الرواية قديمة بشكل ما ولكنها لم تظهر للعلن سوى من أيام ماضية قليلة..
جامعة هارفارد وعلاقتها بفيروس كورونا:
ولم تكن جامعة هارفارد هي الرواية الثالثة بل البروفيسور “تشارلز ليبر” رئيس قسم في جامعة هارفارد الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية، هو بطل الرواية الجديدة في كيفية إنشاء فيروس كورونا. بدأ الأمر في 28 يناير الماضي عندما داهمت قوات الأمن الفيدرالي الأمريكي الجامعة واعتقلت البروفيسور، متهمة إياه بصناعة فيروس كورونا وبيعه للصين، مما أدى إلى انتشاره حول العالم وحصد آلاف الأرواح وإصابة أكثر من مليون شخص.
من هو دكتور ليبر؟:
هو رئيس قسم الكيمياء والبيولوجيا في جامعة هارفارد، وهو واحد ضمن 87 تم انتخابهم هذا العام 2020 لعضوية الأكاديمية الوطنية للهندسة، وهو يعد العالم الثلاثين في التاريخ الذى يتم انتخابه عضوا في جميع الأكاديميات الوطنية الثلاثة للعلوم والهندسة والدواء.
حصل عام 2019 على جائزة روبرت ويلش في الكيمياء مناصفة مع العالم بول أليفيستوس، لمساهمتهما البحثية في علم النانو، كما نجح بأبحاثه للوصول إلى الطب الإليكتروني الدقيق في المخ لعلاج الخلايا العصبية التالفة .
وبعدها تناولت أبحاثه إلى تحقيقات الترانزستور النانوية ثلاثية الأبعاد القابلة للتوسيع فائقة الصغر للتسجيل داخل الخلايا.
في عام 2011، كتب ليبر مقالا في مجلة هارفارد تحدث فيه عن عمله على الترانزستورات بحجم الفيروس وتصميم وتوليف أجزاء نانوية تمكنه من بناء أجهزة إلكترونية صغيرة.
منذ عام 2008 كان الدكتور “ليبر” يرأس فريقا يعمل على أبحاث ممولة من الحكومة الأمريكية بمبلغ 15 مليون دولار، أطلق عليها “مجموعة ليبر للأبحاث”، متخصصة في علم النانو -وهو دراسة الأشياء الصغيرة التي يصعب تصورها-. وخلال السنوات التي أعقبت ذلك عمل الدكتور “تشارلز” في جامعة ووهان الصينية بشكل سري على برنامج تديره الصين بشأن المخترعات الجديدة وأطلق عليه “الألف موهبة”، وقد حصل بروفيسور هارفارد على أموال جراء ذلك العمل بشكل سري دون علم الحكومة الفيدرالية الأمريكية، ولم تعلم وزارة الدفاع الأمريكية ذلك سوى يناير الماضي، حينها وجهت التهم لدكتور “تشارلز”.
في معمل تشارلز بيلر:
في ديسمبر الماضي قبل إعلان الصين عن ظهور فيروس كورونا في مدينة ووهان والذي انتشر في المدينة “الموبوءة” في نوفمبر قبلها، قدم عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي مستندات تفيد بأن هناك فيروسا جديدا داخل الصين تخفيه الحكومة وأنه تم صناعته في إحدى مختبراتها، قائلاً: “علينا أن نسأل على الأقل”.
وبالبحث في الأمر، اكتشف العملاء “جواسيس” في الأمن الفيدرالي “عينات بيلوجية حساسة” كما وصفوها في منزل دكتور تشارلز دون معرفته ذلك. على إثر ذلك طالبت أمريكا الصين بعدم إخفاء حقائق ظهور مرض جديد في إحدى ولايتها دون جدوى، وبعد شهر من هذا الاكتشاف في بداية يناير أعلنت الصين الأمر، حينها تأكدت أمريكا من ظنونها وأمرت باعتقال الدكتور “تشارلز ليبر” الذي عاد لجامعة هارفارد في 6 يناير الماضي. ولم تكتفِ قوات الأمن الفيدرالية بذلك فقط، بل اعتقلت ملازما سابقا في الجيش الصيني كان في ذلك الوقت بأمريكا أيضاً، وتم اكتشاف أنه جاسوس صيني تم اتهامه بسرقة أبحاث أمريكية، ومساعده “زوزنج كيهانج” الذي سرق 21 زجاجة للأبحاث البيولوجية من أحد المعامل الأمريكية، وفقاً لصحيفة “أنترناشيونال بيزنس تايمز”.
كورونا أمريكى أم صينى؟؟:
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الأمر مشترك، فالدكتور “تشارلز” كان يعمل على أبحاث جديدة لها علاقة بالخلايا السرطانية، حينها اكتشف طفرة وهو المشروع الذي تحدثنا عنه في بداية التقرير والذي تم تمويله من قبل الأمن الفيدرالي الأمريكي وأطلق عليه “مجموعة ليبر للأبحاث”، والتي بدأت في 2008 كما ذكر سابقاً، وفي 2010 تمت سرقة بعض تلك القوارير من المختبر الأمريكي، قبل أن يبلغ الدكتور “تشارلز” الحكومة الفيدرالية بهذا الاكتشاف الخطير، إذاً كان الأمر مصادفة؟.. نعم كان الأمر كذلك، فالأبحاث في البداية كانت عن استخدام النانو في علاج السرطان، ومع الدراسات اكتشف “ليبر” شيئا خطيراً، وعقب سرقة تلك الزجاجات حاولت الصين معرفة ماهية محتواها إلا أنها فشلت، فعرضت في 2011 أموالا طائلة على “تشارلز” لاستكمال أبحاثه على ذلك الأمر الذي لم يتم معرفة نهايته، ولم يخطر في بال شخص أن يصبح وباء “يبتلع” العالم.
ما هي الأوراق التي تم اكتشافها بشأن كورونا؟:
عقب القبض على “ليبر” وجدت 412 ورقة بحثية تفيد بأن الفيروس ليس طبيعياً كما يقول العلماء والخبراء وإنما هو مصنع، ففي بعض الأوراق وجدت الحكومة الفيدرالية، أن الدكتور “ليبر” دمج خليطا من دم الخفاش إلى بعض التركيبات الأخرى بطريقة ما ثم تم إضافتها إلى الجزيئات النانوية -علم النانو-، وكان الأمر مقتصراً في البداية على علاج السرطان بشكل نهائي، ولكن ما تم اكتشافه كان مرعباً. فعقب تجربة تلك التركيبة على الفئران وجد “تشارلز” أنها تموت خلال أيام، وعند استخدامها على القردة ماتت خلال 12 يوما بعض إصابتها بحمى كبيرة، ولم يفهم البروفيسور الأمريكي الأمر.
ما هو الحل للقضاء على فيروس كورونا؟:
أثناء التحقيقات مع دكتور “تشارلز ليبر” كشف الأمر بشكل كامل أمام المحققين الفيدراليين، وطالب بوضعه سجيناً داخل معمله لمحاولة إيجاد حل للغز “كورونا” الذي لم يتمكن من إيجاده بعد، فـ”تشارلز” الذي خدم في أكبر جامعتين أمريكيتين “هارفارد”، و”كولومبيا”، يرى أن الحل يكمن في علم النانو أيضاً ولكن بشكل مختلف.
وتقول “لاتين تايمز” الأمريكية المتخصصة في علم النانو، إن السلطات الفيدرالية عملت على ذلك بالفعل دون الإعلان عنه، وهذا ما وراء تصريحات الرئيس الأمريكي بشكل مستمر أن مختبراته تعمل على إيجاد علاج أو لقاح لفيروس كورونا covied19، كم من الوقت إذاً يستغرق تشارلز في إيجاد علاج لما صنعه؟!
حملة تجسس أكاديمي:
في الوقت نفسه وجه طلاب صحيفة هارفارد كريمسون، وهي صحيفة يومية تصدر من جامعة هارفارد، تأسست في عام 1873 اتهاما للحكومة أن القبض على الدكتور ليبر هو جزء من الحملة المستمرة على التجسس الأكاديمي.. وتحت هذا العنوان قالت الصحيفة :
إن اعتقال ليبر كان مجرد تطور في الحملة المستمرة التي تشنها حكومة الولايات المتحدة والجامعات الأمريكية على “التجسس الأكاديمي”، وهي العملية التي يمرر بها العلماء البحوث الأكاديمية في الجامعات الأمريكية إلى الحكومات الأجنبية.
وأضافت.. يقول الخبراء إن الحملة الفيدرالية الأخيرة على التجسس الأكاديمي -المرتبطة بشكل خاص بالحكومة الصينية- قد تكون لها آثار سلبية على التعاون بين الجامعات،
وأن الحكومة الصينية وضعت خطة الألف موهبة في عام 2008 ، على أمل جذب العلماء من جميع أنحاء العالم للمساهمة في التنمية الصينية. وقالت الحكومة الأمريكية منذ ذلك الحين إن البرنامج يشكل خطرا على الأمن القومي.
وقد أعلن عميد العلوم كريستوفر دبليو ستابس في اجتماع نوفمبر لكلية الآداب والعلوم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والمعاهد الوطنية للصحة، قد اتصلت بالكليات والجامعات في جميع أنحاء البلاد للتحذير من التجسس وسرقة الملكية الفكرية.
ونشر موقع snopes.com وهو موقع للتحقق من الحقائق مقالا تحت عنوان: هل تم القبض على الدكتور تشارلز لبيعه فيروس كوفيد للصين؟
– وقالت سنوبس لتدلل على عدم تورط الدكتور ليبر إن: “وزارة العدل أعلنت عن ثلاثة اعتقالات منفصلة في يناير 2020” “كانت أولاها ليبر، وثانيها يانكينج يي ملازم في الجيش الصيني متهم بسرقة أبحاث أمريكية، وثالثها زاوسونج زينج باحثة صينية سرقت 21 قارورة للبحث البيولوجي.
وأفردت الــ (السي إن إن) تحقيقا قالت فيه: إن زاوسونج زينج، اتهم بمحاولته تهريب 21 قارورة من المواد البيولوجية خارج الولايات المتحدة إلى الصين، والكذب على محققين فيدرالييين..
وأضافت أن زميله ليلينج قال إن زاوسونج، 30 عاما، التي رعت دخولها جامعة هارفارد، أخفت القوارير في جورب قبل الصعود إلى الطائرة.
ووفقا لموقع سنوبس، أنه نقلا عن صحيفة النيويورك تايمز، فإن محتويات هذه القوارير لا علاقة لها بالفيروس التاجي، ولكنها في الواقع خلايا سرطانية.