أيها الظَّامي – ماهر الأمين

0
248

أيها الظَّامــــــــي جمالا ولَمى … قد شربنا واستقينا مــن ظما
وتقلّبنا علــــــــــــــــى أعتابها …ليت أنّا مـــــــــا وضعنا قدما
يا رجاءً جاء يطـــــويْ خطْوهُ …قـــــــد تخيّرتَ طريقا مُظلما
ليتنا كنــــــــــــــــا انتبهنا قبلهُ…دمعةٌ سالت وقلـــــــــبٌ حُطِّما
* * *
يا جراحا غائــــــــــــراتٍ للأبدْ…يا بقايا الروح في هذا الجَسَدْ
يا صدى صـــوتي على أطلالهِ… صلـــــــــوات ودموع وكمدْ
يا لهيب الشمس يا طــول المدى… أين فـي الأقفار ظلٌ لم نَجِدْ
لـم نجد غير سرابٍ فانتبهْ…أيها المخــــدوع دنـيا واستعِدْ

* * *
أي جبارٍ بعيني لـــــــــــــــم أرهْ… والمنى قَيْدٌ وها هيْ تنكِرُهْ
وحبيبٌ فــــــــــــــي أقاصينا لها…أطلق الدمـــع ولا يستكبرُهْ
أتــــــــــــــــراها أضمرت شرا لهُ…ويحهُ قلبي أراها تُضمرُهْ
مُسْتَرَقٌ هـــــــــــــــو أم مستعذِبٌ… هــــذه الآلام فيمن يقهرُهْ
* * *
ليت شعري كيف عيني أبصرت… عبقريا صيَّر الحب قصيدا
ونشيـــــــــــــــــدا ربّما غنّيتهُ … ليت شعري ما تغنّيت نشيدا
ونثارا مـــــــــــــــــن ثنايا فَمِهِ… كُنّ وعدا أم ترى كُنّ وعيدا
هذه الدنيا أرتنــــــــــــــــي عجبا… أيّها السَّائرُ قد سرت بعيدا
* * *
غنِّهِ طِفْلَ خيــــــــــــــــالٍ ورؤًى..مُرْهَفٌ سمعــي لذيّاك النَّغَمْ
غَنِّهِ واعزف علـــــــــــــــى أوتارهِ..هــــــذه الدُّنيا شقاءٌ وسّأَمْ
وأنا اليوم جــــــــــــــراحٌ لـو تـرى… أي جرح فيك أبرا والتأم ْ
هاتهِ الطِّفلَ يغنِّــــــــــــــي للحيا.. ليس يُشجيْ مَنْ يُغَنِّي للعَدَمْ
* * *
هذه الدنيا …أكانت طلبا؟…فتنةً للنفسِ… أم مُطّرَبَا؟
هي أقدامي عليها قد مضى….يا رعى الله له مُنْقَلَبَا
أيها الجبار لي جارحةٌ…..تصطلي دونك ذاك الحطبا
قد ذكت ناري ودوّت صرختي…..ليس يدري من أهاجَ اللهبا
* * *
مثلما الأطلال روحي فانظري .. كيفها روحي وقولي محض روحْ
كلما الذكرى أجدت ما به.. أمسك النّاي وغنّى كالذبيحْ
يا لها الدّنيا.. التي كُنَّا بها…. حين أن كنّا بها….. نغَدُوْ نروْحْ
أيها الجبّار في هذا الفضا… تقْرعُ الوجدانَ بالصَّمْتِ الجَمُوْحْ؟!
* * *
يا خمود الرّوح أنكرتُ الخمودا…يا قيود النّفس حطّمتُ القيودا
سئِم ٌ منها ..ومن هذا الصَّدا…قد طوت أُنْسِي وأنْستْنَي الوجودا
كنت لي أفْقًا رحيبا .ورؤى…كنت أرضًا… وسماءً ..وصعودا
كنت لي قلبا رحيما فاذكري لي..كيف ذاك القلب قد صار حديدا؟!
* * *
لستَُ فـــــــي الدنيا لأحياها سدى.. قد أذاق القلب ما لا يرغبُهْ
هــــــــــــــــــــي أيامٌ توارت وأنا…أستميــح العذر أو أسْتعْتبُهْ
رهن أحـــــــــــــلام لديها ورؤى… ووجيب مــــن بعيد أرقبُهْ
ابكه قلبــــــــــــي وقد ضنّت به…أي خيرٍ مــــن ضنين تطلبُهْ؟!
* * *
عد إليها لست أشكـــــــــــو ألما…عد وسلها كيــــف قلبٌ ظُلِما
شاعرٌ كان يُمَنِّـــــــــــــــي قلما…كيف هـــــــيْ قد قصفتهُ قلَما
فــــــــــــــي قوافيه وفي أبحرهِ … هـذه الأشعار صارت عَدَما
فإذا الليل نعيــــــــــــــــــمٌ ذهبا… وإذا الصبـــــــح عذابٌ قدِمَا
* * *
سائلي عنــــــــــــي أكاذيب المنى… والذي صار حطاما سائليهْ
ما ترفّقْتِ بقلبـــــــــــــــــــــي أبدا…ذلك الحب عذابٌ عشت فيهْ
اسمعــــــــي الصرخة من مُصطرخٍ… ربما قلبك يوما يصطليهْ
أيها الضـــــــــــــــارع في معبدهِ… تنشد الصفح لمن لا يرتجيهْ

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here