أما قيل إنـكِ بنـتُ الحـلالْ
وفيكِ تجلى سموّ الخصـالْ؟!
فكيف خرقـتِ الـذي بيننـا
وصدّقتِ في الناس قيلا وقالْ؟!
ورحتِ تَشُمِّيـنَ في معطفـي
كقطة ليل سَـرتْ في ضـلالْ
عسـاكِ تلمِّيـنَ مـن جيبـه
بقـايـا دليـل على ما يُقـالْ
فهل في عطوري اختفى عطرُها؟!
كأنّ عطـوري عليّ وبـالْ!!
وهل أحمرُ الشفتيـن اختفـى
وزال كما العطر أم ما يزالْ؟!
وكـدتِ تغوصين في هاتفـي
لتستنفـريـه بألـف سـؤالْ
تريدين منه اسمَهـا، رقمَهـا
لكي تعلنـي اليوم بدءَ القتـالْ
وحيـن يـرنّ ولـو رنــة
يُدوِّخ رأسَـك ألـفُ احتمـالْ
ظلمـتِ فؤادي وقلـتِ جنـى
فهـل تنتشيـن بظلمِ الرجالْ؟
منحتـكِ حبا بحجـم المـدى
وعشقا تعـدى حدودَ الخيـالْ
مريني إذا شئتِ باسم الهـوى
سأقطع بحرا وأحصي الرمالْ
مريني إذا شئـتِ، في لحظـة
سأبلغ مشيـا رؤوسَ الجبـالْ
وأتبـع طيفَـكِ فـي غيمـة
وأين يحـطّ أحـط الرحـالْ
مريني سأعطيكِ من مهجتي..
وأمنحُكِ الحـبّ قلبـا ومـالْ
مريني لكي أنحنـي لـوعـة
وشوقا وإلا فخوني الوصـالْ!
مري خافقي أن يموت هـوىً
فإنْ لم يُطعكِ فقولي استقالْ!!
وإن كنـتِ أجمـلَ مـن درةٍ
فكيف سأركض خلف الجَمَالْ؟!
وكيف سأبحـث عـن نجمـةٍ
وبين يـديّ يُقيـم الهـلالْ؟!
وتنظـرُ عينـي إلى مهـرةٍ
وكل عيونيَ مِلْكُ “الغـزالْ”؟!
وأنتِ الـدلال جـرى عارما
ومنها جرتْ قطرةٌ من دلالْ؟!
وكيـف أروم فتيـلَ الهـوى
وحبُّكِ نارٌ تَـزيدُ اشتعـالْ؟!
فيا منيـةَ الـروح لا تظلمـي
أما قيل إنـكِ بنـتُ الحـلالْ
مُحالٌ أخون وطبعـي الوفـا
مُحالٌ وربي مُحالٌ، مُحالْ!!!