هذيان كوروني – محمد عجرودي

0
371

وأنا أحلم بالسفر قبل قدوم هذه الجائحة، ولا أعلم لماذا أطلقنا عليها هذا الاسم، في حين أن كل علماء الأرض وأقصد المتخصصين في علم الفيروسات والميكروبات أبعدها الله عنا وإياكم أطلقوا عليها “اسم كورونا كوديف 19”. قلت ولما حرمتني هذه المصيبة من السفر، تألمت كثيرا وتألمت نفسيتي وكبتت لدرجة الاكتئاب.. وما يشبه الهذيان..
وحسب السيد العالم النفسي الكبير المعروف سيغموند فرويد.. حلمي واشتياقي للسفر والرحيل للتنفيس عن النفس بعض الوقت ذهب مع الريح، وعقلي الباطن خزن هذا الكبت وهذا المرض.. نظرا لقرار الحكومة الموقرة المحترمة جدا بمنع السفر والخروج وكل ما من شأنه “كخيطي زيطي” في الشوارع والأزقة.. حسب “الشافة” حورية.
امتثلت لهذا القرار والانضباط وقلنا كل تعطيلة فيها خير.. ومكثنا كغيرنا في البيت.. وفي هذا المساء بعد استيقاظي من النوم.. عدت مرة أخرى للنوم.. وإذا بنعاس شديد ألم بي فنمت كطفل نوما عميقا.. فرأيت حلما أشبه بالحقيقة.. رأيت أن طيورا تشبه الخفافيش حملتني وعرجت بي إلى السماوات العلا فوجدتها الدنيا “هانيا”.. لا كورونا ولا هم يحزنون..
وعرجت بي فوق سماء سمعت فيها قهقهات وضحكات ساخرة تتردد صداها فقلت للخفافيش لمن هذه الضحكات؟ فكشرت عن أنيابها ولم ترد.. ثم أرى من بعيد ما يشبه وطني.. وبدأت في النزول فشممت رائحة ماء “جافيل” في السماء الدنيا.. والناس تبخر وتطهر وتزعطر وتغسل الأيدي كل حين وحين، وتخنق أنفاسها بكمامات.. وحاملات النعوش تتجه وحيدة بلا صراخ ولا عويل نساء نحو المقابر، والأطفال مختبئون.. والحركة بطيئة.. والمدارس مغلقة..
فلما زكمتني الروائح طارت بي الخفافيش إلى مكان يعرف عند أهل المغرب بساحة الفناء أو “لفنا” يوجد بها أكبر المهرجين و”لحلاقية”.. فشاهدت أكبر حلقة لصاحبها وهو يطلق تلك الضحكات فعرفت أنه هو صاحب جافيل، وهو الشيخ ذو المعاشين.. صاحب ارفعوا أيديكم عن الصحة وعن التعليم..
فاستيقظت مفزوعا من حلمي وصرخت الله يلعن الشيطان لحرامي..

ملحوظة: وانت تقرأ هذا النص إذا تبادر إلى ذهنك شخص بعينه، فهذا عيبه هو و ليس عيبك…. قراءة ممتعة سادتي الكرام.
…………….

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here