مذ لاح وجهك أومضت أقمار
وتبلجت لشموسك الأنوار
عرج على بستان قلبي لحظة
كم كنت من أزهارنا تختار
مذ فاح عطرك والهوى مترنح
وتدفقت من نبعك الأنهار
أنوار صبحك أومضت بمنارتي
وعلى شراعك يزدهي الإبحار
والسحر من عينيك يغرق خافقي
هل يا ترى يجتاحني الإعصار؟!
أشتاق للعطر المعتق كلما
فاح الشذا وتضوعت أزهار
ما رمت يوما فسحة أحببتها
إلا وأغرتني بها الأسفار
وتمايلت أفنان قلبي غبطة
من طلة فتراقصت أوتار
وتعانقت أحلام نبضي فترة
وترنمت لضيائها الأطيار
سأصوغ من أهداب شمس حلة
بفضائها يسمو بها الطيار
وأتيه في عينيك أرتع نشوة
بفصولها يحلو لها استقرار
في ربوة قد أينعت عرصاتنا
وتفتقت من سحرها الأنظار
ترتاح من همس الحنين عيوننا
ونقر عينا عزمنا الإصرار
يا سابحا في مقلتي أحييتني
من نظرة قد أزهرت أعمار
كم داعبت أجفانها في رقة
من خفقها قد أغمضت أشفار
وترنحت أنفاس عمري فتنة
في بوحها كم تنتشي الأسرار ..