هل نريد أن نسير بمستقبلنا قدما أم نكتفي بتقليد الآخر ونتتبع جميع خطواته كيفما ترادفت؟
هل نجتهد لنبني أسسا نعتمدها بطرق براكماتية، أم نظل مكتوفي الأيدي منزوين في أركاننا نبصر في البعيد ونحدق في الأعالي، نترك عجزنا ليتطاول بألسنتنا على كل اتبع إلهامه ليبتكر شيئا، فننتقده فقط انتقاصا منه ووضعا لجيده، لايين عنق النص المقدس محتكرين ليافطات الحلال ورافعين لبطاقات الحرام الحمراء؟ هل سنستمر في الانتقاء من الدين فقط ما يناسبنا معرضين عما لا يسعف فكرنا؟ هل المعايير الدينية لا تناسب فعلا المعايير المدنية؟
هل يجب تكييف الدين على الحداثة أم تكييف الحداثة على الدين؟
لماذا استمر تردد المهاجرين العرب على أوطانهم، واستمر دعمهم لمسارهم الاقتصادي في وقت رفضوا فيه جور بلدان إقاماتهم، ونشدوا الديموقراطية في بلدانهم؟
لماذا كثر التضارب بين فئات المفكرين والأشباه في مجال الإبداع الفني والأدبي؟ من المستفيد من ذلك، وما هي نوعية الاستفادة التي قد يصلون إليها، هذا إن ثبت وجودها أصلا؟
لماذا لا نرى في الآخرين إلا سلبياتهم حتى ولو كانت بسيطة لإقصائهم وتحييدهم من المشهد، ولا نترك لهم فرصة ولو أن إيجابياتهم أكثر؟
ما الذي يجعلنا نحكم على هذا بالجمال وعلى ذلك بالقبح؟ هل نمتلك هذه القدرة؟ ما الذي قد يخولنا ذلك؟
وما موقف المغرب من مهاجريه، وما هي العلاقة التي تربطه بهم؟
ماذا يقدم المغرب لمهاجريه بالخارج من اهتمام يضمن به عدم انسلاخهم عن هويتهم ووطنيتهم؟
لماذا تتوفر مراكز ثقافية لكل الأجانب في بلجيكا ما عدا المغاربة، وإن وجدت، لم تساير الزمان والمكان والتطلعات؟
الكثير من التساؤلات تدور في رؤوس المهاجرين وما من أجوبة مقنعة شافية تخرجهم من قوقعة التهميش وبراكين التدني والانحطاط؟