في كل نهاية سنة ميلادية جديدة تعود نفس المعزوفة الرتيبة حول تحريم وتحليل تهنئة النصارى بعيد الميلاد. هذا نقاش شكلي سخيف يعكس عقليات خارج التاريخ. الفقهاء والعلماء الذين تحدثوا في الموضوع وحرموا عاشوا ظروفا مغايرة لها سمات معينة بينها أن النصارى كانوا متدينين ومتعصبين لدينهم وكان للكنيسة دور كبير، ثم كان هناك أهل ذمة بعضهم يكيد للمسلمين من داخل المجتمع. اليوم تغير الوضع كثيرا وتقلص نفوذ الدين في أوروبا المسيحية والتهنئة لم تعد ذات طابع ديني بل اجتماعي فحسب. اليوم الذين يؤمنون بالمسيح هم المسلمون أكثر من المسيحيين.
وفي عدد من الدول العربية هناك مسيحيون كثر عاشوا قرونا مع المسلمين مثل لبنان والعراق وفلسطين، كيف يمكن مجافاتهم في عيدهم؟ مسيحيو القدس لعبوا ولا يزالون دورا رياديا في الحفاظ على الهوية المقدسية وهم في جبهة مشتركة مع المسلمين.
في جميع الأحوال، التهنئة مسألة دقائق أو ساعات في نهاية عام، ولكن الاستعمار الأوروبي والتبعية الفكرية والثقافية مسألة عام كامل وكل عام. يا ليت الأمر توقف عند التهنئة.