عن عبث اخنوش في الخارج و َتجمعات حزبه التي يذهب إليها المهاجرون ويرجعون كأنهم ماذهبوا وما رجعوا – الحسين فاتيش

0
375

لا أفهم كيف يتصرف البعض من زعامات أحزاب المخزن بعقلية غير عقلية القرن الواحد والعشرين، حينما يدعوننا لأن نتخطى عتبة السياقات التي لايمكن أن نكون خارجها، حتى نتماهي ونتقاطع مع “عالمهم” الخرافي الذي يريدون استنباته تحت مناخ غير مناخه الطبيعي، وفي تربة غير ملائمة لا تقبل به.. ونعتنق مضمون خطاب تشويه القيم، الذي يسوقون له بالتهريج وتسخير فرق الشيخات، ونقر بأنه هو عين الصواب، والحقيقة التي لا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من خلفها، وأنهم هم وحدهم من يختزلون النزاهة وسلامة الرؤية.. حتى والمحتوى في شكله ومضمونه، يبدو مبطنا وذا حمولة كبيرة من المكر والخداع والمخاتلة، مقتبسا من قواميس أزمنة العهد القديم، الذي تفصله سنوات ضوئية عن عصر الأنترنت والأقمار الاصطناعية، وعن زمن الذكاء الاصطناعي، ومعجزات الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا الجديدة، وثورة شبكات التواصل الاجتماعي إلخ..
قمة السخافة، أن يحل أحد من حملة هذه العقليات المتجاوزة بين ظهراني مغاربة العالم، ليلقي مواعظه وأحاديثه أمام الحشود التي يسخر للم شتاتها إمكانيات لوجستية ومالية، تتطلب استثمارا ماليا ضخما، من الصعب جدا على كل ذي عقل سليم أن لا يفطن إلى أن وراء كل هذه الأريحية وهذا السخاء والكرم الحاتمي تختفي أطماع وأهداف ذاتية غير معلنة، معولا في ممارسة التضليل على سذاجة جمهور شحدته التجارب المريرة، وعلمته الأيام كيف لا يجب على المؤمن أن يلدغ من نفس الجحر مرتين.. فيطلق صاحبنا العنان لإسهاله الكلامي، الذي تتخلله نوبات عصبية من التهديد والوعيد ومن ويل للمصلين، التي تنفلت عادة من بين أصابع كل مصاب بمتلازمات السلطة القهرية، أمثال صاحبنا. الذين يصعب عليهم كبح جماح الجانب “السلطوي” الذي يسكن شخصيتهم الأخرى، مهما ضبطوا أعصابهم.. داعيا جيل أبناء اليوم لأن ينسلخوا عن حقيقتهم المعاشة، ليصدقوا أنهم ليسوا أبناء زمنهم. هذا هو فحوي الرسالة التي حاول إيصالها إلينا السيد أخنوش في مدريد بالأمس، وعاد ليكرر إيصالها إلى أهلنا في ميلانو بإيطاليا، وينوي حملها و تبليغها إلى مغاربة بروكسل، ومن يدري فقد يعرج بها أيضا على كل من دولتي السويد والدنمارك، حيث سيحاول إقناع الجيل الثالث من المغاربة أن ما ينعمون به، مما توفره لهم أوطانهم الجديدة التي احتضنتهم يوم جاؤوها فارين من جحيم بلدهم المغرب، وما توفره لهم من حقوق ومن ديمقراطية وحرية تعبير وعدالة اجتماعية ومساواة ورفاه، ومواطنة كاملة غير منقوصة.. كل هذا زيف وسراب وكذب وبهتان يكذبه الواقع الديمقراطي والحقوقي المزدهر الذي يعيشه المواطن بالمغرب راهنا والذي تحقق ببركة حزبه العتيد..
ها لعار ايلا ما خليونا عليكم فالتقار ياك، خلينا ليكوم المغرب والجمل بما حمل..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here