أين الكفاءات السياسية والفكرية والإبداعية التي أعدها الدكتور عبد الله بوصوف رئيس مجلس الجالية المنتهية صلاحيته منذ 8 سنوات، لتحمل رؤية منصبه الدستوري الذي يتقاضى عليه أجره الكبير والذي نادرا ما نسمعه يتحدث عنه أو يطرحه، فالرجل يتحدث في كل شيء إلا في مجال تخصصه، ويتواصل مع شعوب القوقاز والهنود الحمر باستثناء الجالية المغربية التي هي مجال وظيفته الطبيعي؟ أين هي هذه الكفاءات التي ادخرها للقضايا الهامة التي أصبحت تؤرق استمرار التواجد المغربي بكل حمولته في أرض المهجر، وقد دخلت أوروبا وأمريكا في مرحلة شعبوية خطيرة من حيث رؤيتها للعنصر المهاجر بصفة عامة والمسلم بوجه خاصة بما فيه المغربي، الوضع الذي أصبحت معه هذه الجالية “التي تحولت إلى مواطنة أوروبية” في أمس الحاجة إلى الإطار الذي يحمل همها ويؤطرها على جميع المستويات خاصة الهوياتية بما فيها الشق الإيماني الذي يؤهلها للإجابة على الأسئلة الكبرى، ويضمن لها استمرارها الوجودي بالغرب وأمنها الروحي دون أن يسقطها في تأويلات خاطئة لدينها وكل ما يترتب عن ذلك من توليد عنف وعنف مضاد، لا يخدم دورها الحضاري في العالم بأي شكل من الأشكال.
إذاً أين تلك الأطر والطاقات التي تبناها مجلس الجالية ودعمها سواء بمال الدولة المخصص لها وليس بماله هو، أو معنويا لتدافع عنه وعن مشروعه “الجالياتي” بأرض المهجر وتحديدا بلجيكا، وقد انطلقت جبهة نقده على يد كفاءات فكرية وصحفية ذات حمولة فكرية ورؤية واضحة بوجهها المكشوف وقلمها الجريء، دون أن تليس قناعا أو تتحدث بالمرموز والتلميح، بل بصواب الطرح الصريح.
وكما عبر أفراد الجبهة بشكل فردي وجماعي أن اضطرارهم إلى تبني النقد الصريح وعدم محاباة المجلس وصاحبه ليس بدوافع شخصية أو حبا في مصلحة ما أو انتقاما من صاحبه حين لم يحصلوا على شيء منه ومن مجلسه -وما أدراهم هم بذلك- وكل تعامل معه سلبا أو إيجابا يكون عبر قنوات رسمية مع المجلس لا يعلم بها إلا ذووا الشأن! هذه الحملة التصحيحية التي طرحت مجموعة من الاستفسارات عن المجلس ودوره الدستوري، عن رئاسته الغائبة في سرداب ما أو المغيبة لأسبابدسيفضخها الزمن لاشك، عن جمعيته العامة التي لم تنعقد يوما، وعن أمينه العام الذي يصول ويحول في جميع الاختصاصات ويستحوذ على كل الميزانية دون رقيب أو حسيب، الميزانية التي لم يقدم عنها لحد كتابة هذه السطور أية محاسبة،إلا ما تزكم منها أنوف الجالية بل وكل المغاربة من روائح فساد، اشتدت حتى كتبت عنها مواقع عالمية مشهورة لم يثبت عن تحقيقاتها إلا الحديث الصحيح بشواهد وأدلة دامغة مثل موقع ويكيليكس، أو منابر إعلامية مثل جريمة الموندو الإسبانية التي سيكون القضاء النزيه هو وحده الفيصل فيها، القضاء الإسباني الذي يزعم الدكتور عبد الله بوصوف أنه تقدم بدعاوي رد اعتبار له ولزوجته أمامه!!! والقضاء المغربي الذي لاشك سيتحرك يوما لرفع الحرج عن مغاربة العالم الذين تأذوا كثيرا من سمعة عبد الله بوصوف في الخارج والذي أصبح حديث العامة والخاصة، فإلى متى سيتحمل مغاربة العالم صاحب ملفهم المهجري المختوم بخاتم الفساد.
ونعود مرة اخرى لنطرح نفس السؤال على الدكتور عبد الله بوصوف: أين كوادر الجالية وأبناؤها المثقفون، وأين حاملو مشاعل الفكر والدين والرؤية ليدافعوا عن مشروعهم الحضاري الذي يفترض أن تكون أنت صاحبه هنا بالمهجر، الجواب ببساطة لا يوجد، لأن ما يهمك أنت هو خاصة نفسك التي لا ترى فيهم إلا حوالات شهرية وسيارات محملة صيفا “بالخوردة”، الغشاوة التي على عينيك تحجب عنك أن لمغاربة العالم مهارات ذهنية ستسقطك قريبا من على برجك العاجي، أما ذبابك الذي لا يمتلك منطق الرد المشبع بالأدلة والبراهين والمتقبل روح النقد البناء، فسيطعم من سقوطك المتعفن، ليصفق لصاحب مكتب الرياض الجديد، ورجاء دكتور عبد الله بوصوف، افتح لهم مدرسة ليمحوا أميتهم، ويتعلموا كتابة الحروف الأبجدية، ذبابك مهما كان يبقى مغربيا، ويسوؤنا أن يسخر منه قراؤهم، فعلى الأقل حاول أن ترفع من مستوى شتمه وسبه وقذفه لنا بلغة بدون أخطاء إملائية أرجوك، لأنه من العيب ألا يحسن التعبير لا بالأمازيغية ولا بالعربية ولا بلغة البلد الفرنسية، ومن العيب في حقنا أن نُشتم من فم من لا يحسن إلا تقبيل أياديك، وا راه والله حتى بزااااف!
-يتبع طبعا-