جرحان في جوف القصيدة أوقدا
وكجمرتين تذيب ليلا سرمدا
يتساءل الجرح الكبير بلهفة
ما بال هذا القلب صار منددا؟
ومرددا.. إذ صوت ليلى خافت
مرحى بكل قصيدةٍ.. متنهدا
ويحيك من دمع الحروف حكاية
ليعانق الشغف البعيد مجددا
تختال قافية الحرائق في دمي
إن مر طيف من هواك توسدا
جسد القصيد بكل فكرٍ نازفٍ
يشكوك للأوراق غيما والندى
أنسيت عهدا في الفؤاد حفرته
وبنيت في دنيا جحودك معبدا
وغزوت في كل القبائل قبلتي
ونسيت أني كل صوتك والصدى
أتذكر القسم المقدس بيننا
وبكل غال جاس فيه مؤكدا
فهو الذي يأبى الرجوع ويشتهي
ذل القصيدة كي يهد المعبدا
لكن يجيء.. كأن شيئا لم يكن
ويعود في حضن الحروف موسدا
يتنفس الظمأ العنيد حروفها
فتجاهل العهد المقدس واعتدى
وارتاد أخرى في براعة عابث
ليظل في وهم التفرد أوحدا
ويميت في حضن الحكايا نجمة
والسجن في وطن الأفول تشددا
الآن أرجع والمآقي أحرقت
حتى النجوم تقيم عزفا مفردا
يا شاعرا كفكف دموعك .. مقلتي
صارت قناديلا يلملمها الردى
ما عاد يطرب أي لحنٍ كاذبٍ
إنا هدينا غير بوحك مرشدا..