يومياتي مع كورونا في شيكاغو “8” _ هناء عبيد

0
299

يومياتي مع كورونا في شيكاغو
الصداقة في زمن كورونا..
2020/04/29

٨

   تنعشني الصداقة، ولا أستطيع العيش دون التواصل مع الأحبة، صديقاتي تفصلهن عني آلاف الأميال؛ لكن رغم ذلك لا بد أن أسمع صوتهن بين الحين والآخر، فأنا إنسانة أجد السعادة بوجود الأحبة..

قبل موعد الإفطار بساعة، أخبرتني أنها أكملت قراءة روايتي “هناك في شيكاغو” وأنها لن تخبرني برأيها إلا حينما تتواصل معي هاتفيًّا، أرسَلْتُ لها ردي: (خوفتيني مبين ما عجبتك)..
هاتفتني ثانية، لم أستطع الرد فقد كان وقت إعداد الإفطار.
عاوَدَت الاتصال بي بعد الإفطار..
يا إلهي هل يمكن أن تتجاوز المحبة آلاف الأميال؟! البهجة التي دخلت قلبي جعلتني أريد الاستمرار بالحديث إلى أجل بعيد، أية ألفة تلك التي تجمع القلوب، أية متعة تلك التي تجر الكلمات بنعومة، يقولون القلوب عند بعضها، كأننا أردنا القفز من الهاتف للقاء بعض.
المحبة رزق والصداقة رزق، أن يمتلئ القلب بالدفء رزق.
يقولون لا تصادقوا من يحبطكم ويخفض بكم نحو الأرض، أتفق تماما مع العبارة، صديقتي رفعتني نحو السماء بهجة وفرحًا واعتزازًا، أخبرتني أنها تريد أن تقفز إلى شيكاغو لتراني، وكان ردي بالمثل ماذا لو قفزت الآن إلى قرية أبو غوش، القرية التي التقينا فيها مصادفة.
تقول قرأتك في الرواية بأحاسيسك ومشاعرك، كم أعجبتني لغتك الشاعرية ووصفك الدقيق، استمتعت كثيرًا بالرواية، وأنتظر الرواية الثانية، أية فرحة تلك بحق السماء.
نقول أن عالم الفيس بوك عالم افتراضي، كيف ذلك وقد أهداني أجمل واقع، تعرفت على صديقتي رفيف أبو غوش من خلال الفيس بوك، والتقيت بها قبل عامين في قريتها أبو غوش إحدى ضواحي القدس، كان لقاءً دون تخطيط مسبق، شاءت الصدف أن تكون جارة قريبتي، ذهبت إليها وطرقت الباب، فكانت المفاجأة لي ولها، تحدثنا طويلًا، فحينما نتحدث، تنطلق الساعات دون أن تكبح جماحها، المواضيع تتوالى واحدة تلو الأخرى دون ملل.
اتّصَلت بأختها الأديبة نزهة أبو غوش وما هي إلا دقائق حتى تشرفت بمعرفتها، وجه مضيء وابتسامة طيبة، أهدتني كتابين خطتهما بقلمها الصادق الجريء؛ الأول رواية حرب وأشواق، والثاني كتاب بالتعريف عن قرية أبو غوش.
بعد ضيافة ماتعة وكريمة، أخذتني بجولة عرفتني من خلالها على قرية أبو غوش؛ قرية سقطت من الجنة بأشجارها وطبيعتها الخلابة، ثم توجهنا إلى الكافتيريا وتناولنا شرابا باردا، ذهبنا إلى مسجد أبو غوش، تحفة معمارية نادرة، تتضرع الأيادي فيه طلبا لرضى الرحمن، امتلأت الكاميرا بصورنا السعيدة، ضحكنا كثيرًا، فاجأتني حينما توقفت بالسيارة ونزلت الى أحد المحال عائدة بباقة ورد، حقا يا صديقتي لا يقدم الورد إلا الورد!!
صديقتي التي انتظر لقاءها بشغف رفيف أبو غوش..
الصداقة كنز حافظوا عليه..
وتنتصر الصداقة على كورونا..
البارحة واليوم وغدا تحلو الحياة مع الأصدقاء..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here