يومياتي مع كورونا في شيكاغو
عمّال/ ذكريات طفولة.
2020/05/03
12
البطالة تتزايد في ولايات أمريكا، حيث أغلقت معظم الأعمال أبوابها بسبب كورونا.
الحاجة الكبرى حاليا تتجه نحو العمّال، فكثير منهم يرفض العمل في المتاجر التموينية، نظرا لأنها أماكن مغلقة، كما أنّها الأكثر تعرضا للازدحام حيث تواجد الناس للتسوق.
كثير من العمال استغلوا هذا الظرف وطلبوا زيادة أجرهم؛ ربما معهم حق، فحياتهم معرضة للخطر، لكن لن ينظر أرباب العمل إلى الأمر بهذه النظرة، هم يرون أن العمال استغلوا الفرصة وفرضوا شروطهم، لربما سيكون لأصحاب العمل تصرف انتقامي فيما بعد.
الطقس كان منعشا اليوم، استغللت الوقت في تنظيم الحديقة الخلفية، ثم تجولت بالسيارة لأرى أحوال المدينة، الشوارع كانت مكتظة بالعائلات التي تتنزه بالدراجات الهوائية، معظم المتنزهين يضعون الكمامة، الكمامات أصبحت مزركشة، تحمل ألوانا زاهية، بعضها يحمل وجوه شخصيات درامية مشهورة، وبعضها الآخر رسم عليها العلم.
بعض الحدائق العامة وضعت لافتات أمامها تقول “مغلقة من الجمعة حتى الأحد”، أظنها خطوة جيدة لمنع الازدحام.
لهجة عمدة شيكاغو لوري لايت فوت كانت حادة اليوم، فقد حذرت من الاجتماعات وإقامة الحفلات، حيث صرحت أن من يخالف التعليمات سيتعرض للسجن والعقوبات المالية، ستخف بالطبع الاحتفالات والاجتماعات؛ فالإنسان دومًا ينتظر رادعًا حتى يكف عن الخطأ.
لم يختلف جدولي كثيرًا في الحجر؛ القراءة، الكتابة، تأمل الطبيعة؛ يمتلئ جدولي بهم يوميًا، ربما الآن وجدت الوقت الأكثر للحديث إلى الصديقات، الصديقات الإيجابيات، اللاتي يخلقن للظروف السيئة أجنحة تجعلها تحلق في سماء الأمل.
وضعت أجنحتي وحلقت إلى زمن بعيد؛ الكورونا حثتنا على العودة إلى زمن مضى؛ عدت بلا مقدمات إلى طفولتي حينما افتتحت سينما صنعتها من صندوق كرتوني، كان غطاء لثلاجة في يوم ما، قذفته الريح في طريقي، أنشأت بالصندوق شباك تذاكر وغرفة عرض، أخذت باستقبال رواد السينما، استخدمت شمعة ومن خلف ورقة شفافة كان يظهر أبطال العرض؛ أظن بطلة العرض كانت دمية صنعتها من الشرائط، والبطل دمية اعتلى رأسها كرة صغيرة لم تعد صالحة للعب، كنت صانعة جيدة للألعاب والدمى والبسمات، كما كنت خياطة ماهرة لفساتين الدمى، أظنني كنت في الثامنة من عمري آنذاك، في نهاية العرض تفرق المشاهدون فرحين، لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه إذ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أتى أحد رواد السينما بصحبة أخيه الكبير وهدم السينما وقلبها رأسا على عقب، إنها الغيرة يا سادة، إنه الحسد? أظن لو أن السينما بقيت لأصبحت من أثرياء هوليوود الأردن?.
عدت إلى كورونا، أثرياء الأدوية أكثر ذكاء مني، كل يوم يخترعون دواء، ويجربونه على البشر ليزيدوا ثراءهم؟ تنازلت عن ذكائي لهم،
ترى أيهما أغنى؛ طفلة السينما التي ترسم البسمة على الشفاه؟! أم حيتان الأدوية الذين يقتلون البسمة وأصحابها؟!..
سنظل نرسم البسمة ما حيينا..
أوقاتكم سعادة. إلى اللقاء..