“يا شباب الدين” :
يا شبابَ الدينِ عذراً كيف تنسونَ الحقيقَه
كيف غبتُم كيف ضعتُم في متاهاتٍ عميقَه
ولديُكم وهجُ دربٍ كيف أخطأتُم بريقَه
واتبعتُم قطرةً جفَّتْ وأضواءً غريقَه
* * *
لست جرّاحاً أسلُّ السُّمَّ من أعماقِ قلبِ
صرخَ المسمومُ خلّوا السم في فكري ولبي
غير أن السُّم يعدي وغداً يغفو بهدبي
صرخَ المسمومُ لكنْ قدْ تشاركنا بدربِ
* * *
يا شبابَ الدين مهلاً كيف أطفأتم شموعا
لم تبالوا ورضتُم للضلالاتِ سطوعا
هل لدينِ اللهِ نرجو منكُمُ اليومَ رجوعا
فلقد آن لطيب المسك فيكم أن يضوعا
* * *
وبكى الملهوف والمغبون وانزاحَ الستارْ
عن سهامِ الغدرِ والأحقادِ تسعى بالبوارْ
احذروا الغربَ ففي أفكارِهم ينمو الصغارْ
يزرعون الكفرَ فينا ويُحلُّون البِذارْ
* * *
ليس بالبطشِ أَتونا وبسب وقذيفه
بل بأطنانٍ أغانٍ وبأقلامٍ سخيفه
وجدوا فينا فراغاً وقناعاتٍ خفيفة
فأرونا الرَّمل زاداً ورحيق الزهر جيفه
* * *
يا شبابَ الدينِ عودوا للينابيعِ القديمه
واقرؤوا القرآنَ يهدِ القلبَ درباً مستقيما
فبه سُدنا وأنشأنا الحضاراتِ العظيمه
وتركناهُ فعُدنا للسراديبِ العقيم
* * *
لو ملأنا القلبَ بالحقِّ وكنا صامدينْ
لهديناهم إلى النورِ وعدنا فائزين
نجتبي مخترعاتٍ وفنونَ الصانعين
وبقينا في ظلالِ الهديِ نرقى باليقين
* * *
خوّفوا القلبَ من اللهِ وكونوا مسلمين
حاسبِوا النفسَ فهذا هو دأبُ الصالحين
واقطعوا الليلَ مناجاة تعينُ الطامحين
واطلُبُوا الفردوسَ واسعَوْا سعيَ عزمٍ لا يلين
* * *
واعلموا: الإسلامُ حلٌ وهناءٌ وكمال
مشكلاتُ المرءِ فاضتْ عندما فاضَ الضلال
حَسبِوا العيشَ عقاراً وملذاتٍ ومال
دخلوا القبرَ فلا مالٌُ ولا حسنُ المآل