وافى المحاقُ – ياسمين العابد

0
152


وافى المحاقُ وبدرُ الحقِّ ما اكتملا
والروحُ تصدحُ ترجو الأمنَ والأملا
والأرضُ حبلى بأهوالِ الدُّنا جُبِلتْ
من كلِّ همٍّ رأيتُ الدهرَ قد حمِلا
يكفكفُ الآهَ والأوجاعَ فيض أسىً
والكونُ ضاقَ من الويلاتِ واشتعلا
فالقدسُ تشكو من الأعرابِ قد بُلِيتْ
والصدرُ يعصفُ من جرحٍ وما اندملا
كم من بغيٍّ أراقَ الحزنَ في بلدي
والظلمَ لاحَ وصار العدلُ مبتذلا
من أينَ أبدأُ والآهات تعصرني
من غورِ روضي أذاعوا الحقدَ والجدلا
باعَ البلادَ طواغيتٌ بنا فتكتْ
والفجرُ غابَ وخيلُ العزِّ ما صَهَلا
من الفراتِ ومن بيروت قد عصفتْ
ثوراتُ شعبٍ من الأعوانِ قد خُذِلا
من حضْرَموتٍ من السودان أبعثها
أصداءَ قلبٍ لغيرِ الله ما امتثلا
والنيلُ يشجبُ من أدْمَوا روافدَهُ
من شرِّ باغٍ على عرشِ الخَنا اقتتلا
دكَّ المساجدَ والأرواحَ أهرَقَها
في كلِّ جورٍ عن الأعرافِ ما سألا!
والشامُ ثارَ لهيبُ القهرِ في دمها
يسْمينُها يَبِسٌ من روضهِ انتُشِلا
دمشقُ تصرخُ كم في يأسها دُفِنتْ
والليلُ يهمي ومن لحظِ الأسى اكتحلا
آمالُ أمَّتِنا باتتْ معلقةً
في عنقِ طاغيةٍ في غيّهِ احتفلا
عرّى مبادئنا يحيا على هَرَجٍ
بثَّ الفسادَ أشاعَ الخزيَ والهزلا
لا للتصهينِ والتطبيع وا أسفي
على عبيدٍ أضاعوا بالرِّيا السُبُلا
يا ربُ رحماكَ من ضيمٍ يُكابدنا
فالهمُّ ثارَ وأذكى السهلَ والجبلا
تلكَ الجراحُ بها واسيتُ قافيتي
والحرفُ باتَ بجوفِ الحزنِ معتَقَلا..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here