وتحضرني الأشعار فأكتبها
وحروف الفجر المضيء
تركبني وأركبها
تسافر بي في ملكوت الشِّعرِ
فأعشقها وتعشقني
وأحضنها وتحضنني
وَتمْرُقُ من قلبي الصغير
فتجرحني وتؤلمني
وتعرج بي في مدارج الخيالِ
فتأسرني وتسحرني
وترحل بي إلى منازل القمرِ
فتغشاني وأغشاها
وتصحبني وأصحبها
في مراكب السَّهَرِ
وتسكنني وأسكنها
وتكتبني وأكتبها
فتفضحني معانيها
وَتُبْكِينِي وَأُبْكِيهَا
وأسكب حزني في مَآقِيهَا
وأرسل حلمي في مَبَانِيهَا
وأنزل ضيفا في رَوَابِيهَا
لأحيي أفراح لياليها
فتكرمني وأكرمها
غاية الكرمِ
فتكشف عن وجهها
بجرة القلمِ
فتدمع عينها حزناً
من سَوْرَةِ الألمِ
لتسقط دمعاً
يشرق حرفا في مرايا الحُلُمِ
هي الأشعار من تسكنني
حين تحضرني
في رعشة التدوينِ
لأحل ظفيرتها
وأسرح شعرها
فتنتشي كزهرة زنبق برية
في رقصها العُرسي
على إيقاع نبضِ قلبٍ حزينٍ
لشاعر مسه طَائِفٌ من الشِّعْرِ
تُلَمْلِمُ شَتات رُوحِهِ
وتضمد جراح قَلْبِهِ
وتُؤنس وحشة نَفْسِهِ
حتى مطلع الفجرِ
إذ تشرق شمس القصيدِ
فترسل أشعة الشعرِ
لتصنع فرحة العمرِ
وَتَجْبُر ما في القلب من كَسْرِ
وتكشف ما في النفس من سِرِّ
فهل هناك سِحْرٌ بعد هذا السِّحْرِ
وهل هناك مايكفي من العُمْرِ
كي أجمع شتات هذا الشِّعْرِ
وأقدمه قُرْبَاناً للنَّشْرِ !