أتى موسم الحصاد
لكن هطل المطر واشتدت الرياح
لم يخرج من كوخه الفلاح
لأن المطر أغرق الأراضي
وهدم بعض المنازل
و امتلأ عن آخره كل الوادي
وابنته الصغيرة
لا زالت تنتظر كسرة خبز منذ البارحة
ومنذ ذاك الصباح
نامت جائعة وحلمت بجنة للفقراء
تشبه ضيعة الباشا وحدائق الأثرياء
وصرخت مريم
من شدة آلام المخاض
لكن المستشفى في الطرف الآخر من الوادي
نهرها زوجها: أكان لابد من الولادة في هذه الليلة السوداء
غلبتها دموعها وهي التي كانت نادرة البكاء
هي لم تقرر أن تحبل ..
فهي تعلم أنها ليست مثل جميع النساء
لم يعد في الكوخ خبز
لم يعد في الكوخ زيت
لم يعد في الكوخ ماء
لم يعد في الكوخ صبر،لم يعد فيه احتمال
ليس فيه كبرياء
باعت مريم الذهب والقلادة
باعت الحرير ،باعت الذكريات
منذ أول ولادة
وتفرغت للدعاء والعبادة
وتوجهت نحو أبواب السماء
