لا تموتي …
قبل أن تورقَ أشجارُ الطريقْ
ويجيء الحلم في الليل بوجه كالرحيقْ
لا تموتي…
قبل أن أولدَ في هذا الزحامْ
مثلَ سيفٍ دون غمدٍ وصباحٍ لا يُضامْ
لا تموتي …
قبل أن ينهار تاريخ الجراحْ
ونرى الورد على درب الوفا غنى وفاحْ
لا تموتي …
قبلَ أنْ أفتحَ قبراً في عروقي
فتجيئين بُعَيد الموتِ فوجاً من بروقِ
……
ثم موتي ….
كفراشٍ غاص في القلبِ وذابْ
مدركاً أن حياة الأرض رهن وغيابْ
ثم موتي …
طالما هذا الهدوءُ الحلوُ يجتاحُ المدينةْ
فهو برهان على أن النوافير استقرت في سكينةْ
ثم موتي
ميتةَ المنصفِ إذ وصَّى بحقلٍ وشموعٍ وصفاءْ
ترك الميراثَ موفوراً لأشبالٍ على دربِ النماءْ