لماذا تُحَرِّضُني مياهُ الينابيعِ
كيما أرافقَها إلى المَصَبِّ الأخيرْ..
والشمسُ تأخذُني مِن يدِي كلَّ يومٍ
إلى مُسْتَقَرٍلها في شحوبِ المغيبْ
لماذا تقولُ الحكايةُ:
كلُّ البراعمِ تولَدُ محكومةً بالذبولْ
كلُّ الفراشاتِ موعودةً بالموتِ عِشْقا مُعَانِقَةً شمعةً أو سِراجْ
وليلُ الحبيبِ، يرقُبُ مِن دون جدوى قمرا لا يعودْ
فمَنْ يلحقُ في هذا المَمَرِّ الغريبِ بِمَنْ
النهاراتُ وقد غضَّنَ الحزنُ هاماتِها عند تخومِ المساءْ
أمْ زهرةُ المستحيلْ
النحيبُ الذي يتلاشى في عويلِ الهزائمِ فينا
أمْ صهيلُ الأماني التي لم تُذِبْها الحروبْ
العناوينُ التي لم تُمَزَّقْ أعنَّتُها في الحِرابْ
أمْ مراكبُ قد كسَّرَ الموجُ أعناقَها فوق سطْحِ المحيطْ
فَمَنْ يَتَرَجَّى لَحَاقًا بِمَنْ
أنا أمْ ظِلالي
أمْ كِلانا، وقد ضَيَّعَتْنا في الشعابِ الدروبْ..