لعنة 2020 – لطيفة حيدة

0
325

تغلغل الرعب في قلوبنا فجأة بعد أن كنا غير آبهين بما تتداوله قنوات الأخبار وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي عن كائن مجهري أعلن حربا غير مسبوقة على الجنس البشري.
وجدنا أنفسنا أمام عدو غير مرئي، يجوب الأرض شرقا وغربا حاصدا الأرواح ومخلفا الرعب والدموع في كل الأقطار، بعد أن كنا نظن أن كل شيء تحت السيطرة، فكيف بخارقي السماء وواطئي القمر أن يهزموا أمام كائن صغير لعين!
باغتنا الخوف فألزمنا بيوتنا وتعطلت حياتنا وأصبحنا كأطفال مدللين تائهين دخلوا نفقا مظلما لا يعرفون له نهاية ولا أي نوع من المفاجآت ينتظرهم، حتى وإن وجدوا آخره ونجوا من حلكة الظلام!
أصبحنا نترقب الأخبار لعلها تنبئنا ببصيص أمل عن اكتشاف مصل أو دواء يخلصنا من عدو بات يلاعبنا بطفراته ويسخر من علومنا وأبحاثنا.
اخترعنا النكت وسخرنا منه وكأن لهيبه لن يصل إلينا، فالموت في قناعاتنا قدر بعيد لا يصيب إلا الآخرين، وكذلك اعتقادنا أن البشرية لن تتأخر في ايجاد دواء قبل أن يستفحل، فمن المخزي أن ننقرض تحت وطأة فيروس!
توالت الأيام وتأخر الدواء أكثر مما ينبغي، ففقدت علومنا هيبتها وبهتت الضحكات وفقدت نكتنا بريقها أمام عدو لا يريد أن ينصرف عنا ويتركنا لحال سبيلنا؛ فتبادلنا التهم والتخمينات فمنا من يؤمن أنها مؤامرة انقلبت لعنتها على الجميع، ومنا من أعلن أنها حرب بيولوجية لن تنتهي إلا بدمارنا، ومنا من أكد أنها سخط وغضب من المولى جراء عصياننا وفسادنا في الأرض! لكن من المؤكد أن الكل لا يستسيغ أن ينتهي أمرنا بهذه البساطة ولربما تمنى البعض سيناريو أكثر هوليودية للنهاية والفناء على أن نذكر في التاريخ أن فيروسا لعينا قد أبادنا.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here