Home Slider site لعبة الموت.. تفاصيل الحروب السرية لأجهزة المخابرات على لقاحات كورونا
دخلت شركات الأدوية العالمية والمراكز البحثية المعروفة وأجهزة المخابرات العالمية في سباق مع الزمن منذ تفشي فيروس كورونا الجديد لإنتاج لقاح أمن وفعال، لكن المنافسة تخطت مرحلة المواد الفعالة ووصلت إلى حروب أسعار للقاح نفسه.
ووفقا لبنك “مورجان ستانلي” فإن التطعيم السنوي للمحتاجين في العالم، لأسعار لقاح تتراوح بين 3 و37 دولارا للجرعة، ما سيحقق عائدات بقيمة 10 مليارات دولار سنويا لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة وأوروبا والدول المتقدمة وحدها.
وتتوقع بعض شركات الأدوية وفقا لصحيفة «الجارديان» البريطانية أن يبلغ حجم سوق لقاح كورونا نحو 25 مليار دولار سنويا.
اللقاحات ولعبة المخابرات وشركات الأدوية:
دخلت أجهزة الاستخبارات العالمية على الخط، واشتدت الحروب الاستخباراتية حول أبحاث لقاحات فيروس كورونا المستجد مع قيام الصين وروسيا بتوسيع جهودهما لسرقة الأعمال الأمريكية في كل من معاهد البحوث والشركات، وتحاول كل أجهزة التجسس الكبيرة في جميع أنحاء العالم معرفة ما سيفعله الآخرون.
يأتي هذا السباق في ظل خشية الكثير من الخبراء، من خروج «لقاح مسلوق» في ظل سباق مراكز الأبحاث وشركات الأدوية وأجهزة الاستخبارات العالمية، حيث كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن قيام قراصنة المخابرات الصينية بإجراء عمليات بحث لسرقة أبحاث أجرتها جامعات أمريكية تخص تطوير لقاح فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة: «سعى قراصنة المخابرات الصينية لسرقة بيانات لقاح فيروس كورونا، لذلك بحثوا عما يعتقدون أنه هدف سهل، وبدلا من ملاحقة شركات الأدوية ببساطة، قاموا بإجراء استطلاع رقمي في جامعة نورث كارولينا والكليات الأخرى التي تجري أبحاثا متطورة في هذا الشأن».
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات القرصنة الصينية لم تكن الوحيدة، بل استهدفت الاستخبارات الروسية أيضا شبكات أبحاث اللقاحات في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا.
توظيف سياسي:
ولعل التوظيف السياسي لفيروس كورونا بدأ منذ اللحظة الأولى لظهور الوباء، كان حاضرا سعى الكثير من الرؤساء والحكومات في العالم لاستثمار فيروس كورونا لتحقيق مكاسب سياسية على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يقول الخبراء والمراقبون، إن لعبة اللقاح الجيوسياسية التي لم تمر مرور الكرام، حيث تم تحويل الوباء من ظاهرة صحية إلى لعبة سياسية يرسم خيوطها الكبار ويدفع ثمنها الصغار.
ويرى أحد الخبراء، أن اللقاحات سُيّست، وخضعت لمزايدات لا تليق بطب ولا بعلم. أراد الرئيس الأميركي لقاحا بأي ثمن ليكسب به الانتخابات، وسارع الرئيس الروسي بوتين لتكريس لقاحه، كي يقول إنه الأول، وتسعى كل شركة مصنعة للأدوية لتكسب حصة الأسد، من لقاح سيكون حتما بدائيا، وليس بالضرورة مأمونا حين يباع وهو قيد التجريب.
ويقول الخبراء إن «الدواء الناجع للفيروس سيكون متاحا لمن يقدر على شرائه، وحتى يتيسر للغالبية العظمى من سكان العالم، وخصوصا في الدول النامية، فإن ذلك قد يطول لسنوات، بعد أن تتجمع أرباح هائلة للشركات المطوّرة للعلاج، وللّقاح إنْ توفّر».
حرب التشكيك في الفاعلية:
بعد أن تأكد الآن أن الصراع سيكون على خمسة لقاحات هي، لقاحي «فايزر» و«مودرنا»، وهما من إنتاج أمريكي ألماني مشترك، ولقاح «سبوتنيك في» الروسي، ولقاحين صينيين هما، «سينوفارم»، و«سينوفاك»، فهناك حرب أخرى تخوضها الدول وأجهزة الاستخبارات المنتجة للقاحات فيروس كورونا، ألا وهي التشكيك في فعالية هذه اللقاحات.
ورغم تأكيد الحكومة الروسية أن لقاح «سبوتنيك في» آمن وفعال، وإعلانها عن تعاقدها مع عدد من الدول لشراء اللقاح، إلا أن علماء ومسئولين في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة حذروا من مغبة الثقة في لقاح كورونا الروسي “سبوتنيك في” وشككوا في سلامته وفعاليته، وعلق مدير معهد سلامة اللقاحات في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، دانييل سالمون، على اللقاح الروسي، وقال “مخيفٌ فعلا”، ووصفه بـ”الخطير”.
ويرى سالمون ومعه عدد من الباحثين، أن روسيا أقدمت على خطوة بالغة الخطورة حينما أعلنت جاهزية اللقاح، لأنها تجاهلت المراحل الثلاث المطلوبة خلال التجارب السريرية، وهذه الخطوات ضرورية حتى يكون اللقاح فعالا وغير مضر بصحة بعض الأشخاص الذين يأخذون جرعة منه.
كما شكك علماء روس وصينيون في فاعلية وسلامة لقاح «فايزر»، وخاصة بعد ظهور أعراض حساسية شديدة على بعض الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح، كما أن لقاح فايزر، يجب أن يخزن بدرجة 70 مئوية تحت الصفر، ويمكن تخزينه في الثلاجات لمدة خمسة أيام فقط، ما يمثل صعوبة على بعض الدول في طريقة تخزينه عند الدرجة المطلوبة، بالإضافة إلى أن سعر اللقاح حوالي 20 دولارا للحقنة الواحدة.
وشكك الكثيرون كذلك في أمن وسلامة وفاعلية لقاح «ساينوفارم» الصيني، لكن الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة المصرية، رد على حملات التشكيك في لقاح كورونا الصيني، قائلًا: «من الغباء أن نقف ونشاهد المشككين ونحن نعرف هدفهم جيدا»، لذلك وجب عدم الاستماع إليهم بدون وجود دليل علمي، مضيفا أن اللقاح آمن وهو الأمل الوحيد لانتهاء وباء كورونا، مؤكدا أن الأبحاث أثبتت فعالية لقاح سينوفارم الصيني دون حدوث أعراض جانبية خطيرة، ذاكرا أن جميع الأعراض التي قد تحدث للمطعمين طفيفة جدا كأي دور برد عادي.
وقال الدكتور غسان سعيد، الرئيس المنتخب للجمعية الطبية العربية الأمريكية، إنه على الدول أن تأتى بعدد مختلف من اللقاحات والسبب فى ذلك أنه ليس كل لقاح يجوز أن يأخذه جميع الأشخاص فمن الممكن أن يصلح لقاح فايزر لشخص دون الآخر وكذلك باقى اللقاحات.
وأكد الدكتور أشرف عمر، أستاذ الكبد والأمراض المعدية، أن مصر أجرت تجارب على لقاح كورونا الصيني، مشيرا إلى أن «نتائج تجارب لقاح كورونا الصيني التي أجرتها كانت مبشرة».
وقد شن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو هجوما كاسحا على اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 من دون أن يتردد في التأكيد على أن لقاح فايزر يمكن أن ينبت للمرأة لحية، وأن يحول الشخص إلى تمساح.
تجاهل الفقراء غباء:
وتقول الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية وعضو مجلس النواب، إن موضوع كورونا موضوع طبي بحت ولابد من إيجاد حل له حتى لا تتم إبادة البشرية، مستبعدا تماما نظرية المؤامرة، كما استبعدت نظرية البيزنس التي يروج لها البعض، مشيرة إلى أن الدول الكبرى تسعى إلى إنقاذ شعوبها وشعوب العالم من هذا الوباء القاتل، لافتة إلى أن المنافسة بين هذه الدول من أجل ايجاد لقاح شيء إيجابي لأنه يخدم البشرية، مشيرة إلى أن هناك نحو 8 مليارات شخص يعيشون على وجه الأرض وكلهم يحتاجون إلى اللقاح، وبالتالي الأمر يحتاج إلى مليارات الجرعات وعشرات الشركات التي تنتج اللقاحات من أجل توفير اللقاح لكل هذه المليارات، وبالتالي هناك سوق رهيبة لهذه الشركات.
وشددت على أن الموضوع ليس رفاهية، فعدم توفير اللقاح للدول الفقيرة غباء، ليس في صالح الدول الغنية، لأن هذا الوباء ينتقل عبر الهواء وهو عابر للدول وعابر للقارات، وبالتالي يمثل مشكلة دولية كارثية.
بزنس مربح:
بدورها تقول الدكتورة عالية المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الأسبق، إنه معروف تاريخيا أن الأدوية هي أكبر بيزنس مربح في العالم، وبالتالي التنافس على إنتاج اللقاحات أمر طبيعي ومتوقع لا سيما وأن هناك عددا كبيرا من البشر، وبالتالي كل منتج سوف يأخذ نصيبه من سوق اللقاحات.
ولفتت إلى أن المشكلة هي عدم معرفة الناس باللقاح الأفضل، لذلك تجبر بعض الدول الناس على التوقيع على تعهدات بعدم مسؤوليتها عن أي أضرار تحدث لهم في المستقبل من أخذ هذا اللقاح أو ذاك نظرا لعدم وجود ضمانات، ولا أحد في العالم حتى الآن يعرف اللقاح الأفضل والأكثر جودة، منوهة إلى أن الجانب السياسي لعب دورا كبيرا في هذا الموضوع فبعض الشركات الكبرى المنتجة لهذه اللقاحات تعرضت لضغوط من قبل الحكام من أجل سرعة إنتاج لقاح لتحقيق مكاسب سياسية.
إعادة توزيع القوة الاقتصادية:
أما الدكتورة يمن الحماقي، مقرر مجلس العلوم الاقتصادية والإدارية وأستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، وعضو المجموعة الاستشارية العالمية لفيروس كورونا، فأكدت أن لقاح كورونا تحول إلى صراع على البيزنس، مشيرة إلى أن الأرباح المتوقع أن تجنيها الشركات المنتجة لهذه اللقاحات بالمليارات، مشيرة إلى ضرورة توفير اللقاح للقارة الإفريقية وضرورة مساندة الدول الغنية والمنظمات الدولية للدول النامية لعدم قدرتها إنفاق هذه المبالغ الطائلة على اللقاح، موضحة أن هذه الجائحة أصبحت تعيد توزيع الموارد والقوة الاقتصادية.