كاتب من هولاندا:
سرقة الإبداع، والسطو على الملكية الفكرية للآخرين، أصبحت موضة العصر، وأصبح هؤلاء السراق واللصوص لا يتورعون في التفاعل مع تعليقات المعجبين والمعجبات، وكأن هذا الإبداع من بنات أفكارهم وتجاربهم، ويحصدون الإعجابات واللايكات بغزارة، وربما قرؤوها على الجماهير في أمسيات ثقافية وشعرية، ونالوا عليها تصفيقات الجمهور، وإطراءهم ومدحهم وأخذوا صورا معهم. وإذا واجهتهم بسرقاتهم وفضحتهم علانية، سارعوا وَيَا للعجب إلى إنكار ذالك، رغم أنك قد قدمت لهم الحجج الدامغة على جريمتهم، والتي تدينهم، وسارعوا أيضا إلى حجبك ومنعك من دخول صفحاتهم والتعليق فيها.
والأدهى والأمر أن صفحاتهم وتدويناتهم لا تخلوا من الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الفاضلة والسلوك القويم، والحث على الصدق والأمانة، ومحاربة الفساد والمفسدين، والحث على صلاة الفجر، والصلاة في المسجد وفي أوقاتها. وتجدهم يرصدون في مدنهم مظاهر الانحراف، وينشرون فضائح الآخرين، وقد نسوا أن فضائحهم أقبح وأشنع من كل الفضائح. تبا للعقول الفارغة، والضمائر الميتة، والوجوه اليابسة والكالحة التي جف فيها ماء الحياء.