عودي ..
فبَعدكِ نأت القَصيدة
وحِصان الشِعر المُتَرهل بلا لِجام
مَنْ يَقود الحُروف نحو سِن القلَم
ليَزرَعَ الكَلمات على بَياضِ الوَرقَةِ انتظار
او يَشرب اسمكِ دَواء كي يُغادرني السَّقَم
بلا مَحطات تَنثرينَ على أحلامي الضَياع
وتُلَونينَ العَربات بلونِ السَّفَر
لا تَقولي وَداعا أبداً
لا تعَلمي أحلامي لُغةَ الرحيل
فالوَردُ لا يَعرف قَسوة الصخور
وحينَ يَعشق النهار يُمَزق خاصِرَةَ العَدم
بلا ذكريات تَرحلُ الحُروف
وفي مَقاهي البُعدِ تَلوذُ بالكلماتِ
لتَخطَ على شَفةِ النايِ قِصص الحَنين
أو لتَرسُمَ عندَ بوابات الحانات آثار قدم
كي تُقنِعَ الفِكرةَ البَلهاءَ بالمستحيل
لا .. لا
لا تُعَلمي أحلامي لُغَةَ الرَحيل
فالشفة المَرسومة على مرآتي ما زالت هُناك
وقَصائد الشَّوق التي يُرددها الفِراشُ تَشتاقُ فَم
ورقَة تلو أخرى تَسقُط القَصيدة
وعلى بَابي يَطرقُ الشِتاء
ليَلُفَّني وشاحكِ الأخضر يِحملُ دِفءَ ذِراعيكِ
فَيَستَلقي على كَتفي حَنين
أو ليُعلن مُزمجِرا كَشِراعِ بَحارٍ بدءَ العاصفة
قُدَّ من كلّ صوبٍ قميصي
والخِنجَر المَسمومُ يَطعن مِنْ دُبر
لا بِئرَ ليَرِدَ السيَّارةَ أو لأَدلو دَلوي
ولا قَميص كي يَعود البَصر
كل مَحطاتي انتظار
كما القَصيدة اللَّعوب إذ تَكتب نَفسها بلا إمضاء
لتُسافرَ تَتبعُ خُطاكِ
أنتِ مُعذبَتي أنا
وقَصائِدكِ النافرات أَدمَينَ القَلم..