كلامنا اداه الريح! ديوان زجلي لحورية مشيشي – حليمة تلي

0
676
كلامنا اداه الريح! ديوان زجلي للشاعرة المغربية حورية مشيشي
استقبلنا بكل فرح وسرور بالمقهى الأدبي الأورو عربي في دورته 42 أول ديوان  للشاعرة المغربية حورية مشيشي والشهيرة باسم عواطف عبد السلام، يحمل عنوان: “كلامنا اداه الريح” – الصادر عن دار النشر نيوزيس بباريس للناشر الدكتور يحيى الشيخ.
والزجل فن من الفنون الأدبية باللغة المحكية العامية والشعبية، اختلف الباحثون حول أصوله، فهناك من ينسبه الى جزيرة العرب قبل الإسلام، في الوقت الذي يرجعه آخرون إلى عصر الأندلس. 
ولقد عاش الزجل حالة تهميش وإقصاء عمدي ومفتعل لسنين طويلة، إلا أنه استطاع أن يثبت نفسه ويؤكد وجوده في ساحة الشعر والإبداع مع نهاية التسعينات.
جاء ديوان الشاعرة حورية مشيشي تتويجا لكل المجهودات التي بذلتها، وما زالت تبذلها في ديار المهجر، حتى يُؤكد مرة أخرى اقتحام المرأة لهذا الميدان الإبداعي الذي ظل حكرا على الرجل لسنين طويلة، وذلك على غرار سابقاتها من الشاعرات أمثال المرحومة فاطنة شبشوب في ديوان “طبيق الورد”، نعيمة الحمداوي في “عش الخاوة” وهي أول إمرأة تحصل على الجائزة الوطنية للزجل، ثم نهاد بنعكيدا.     
أبرزت حورية مشيشي موهبتها في الكتابة وحسن الإلقاء بشكل لا نظير لهما من خلال دورات المقهى الأدبي الأورو عربي ببروكسل، بحيث تعتبر من الأوفياء المواضبين على الحضور إلى هذه المدرسة والتجمع الفكري الثقافي الشهري، الذي يتخرج منه شعراء ومفكرو المهجر.
مضامين نصوصها، يطبعها الألم والوجع لوطن بعيد يسكنها، ظلت تتابع أحداثه لتنقلها صورا غاية في الإبداع في قصائد زجلية. وهذا ما نلمسه في بعض المقاطع التي اخترتُها للقاريء.
 فمثلا تقول في قصيدة الشيح والريح:
“شمسنا برقات
بين الجبال درقات
واحلامنا دابت بين
الشيح والريح
هاذ الزمان ما تعرف القببح من لمليح
كذوبهم كثرات، زادت
كذبة على كذبة
راه الهم كثر يا بنادم
وبقينا ضايعين 
بعواصفها الكثيرة
اخدت دم المسكين 
تاريخنا تصوف، وبقينا
تايهين بين الشيح والريح..”.
ثم مقطع من قصيدة العقول الضايعة:
“ناس كتضرب فناس
وناس تطعن في ظهور الناس
ناس تتعدى وتقول ما يطرا باس
ناس تبكي وبالفقر
تقول تهدا حالي
مين كيكفر في مين؟
السلطة طاغية
والشعب هايج
والضباب مغطي عينيه..”.
والأمثلة كثيرة في هذا الديوان القيم الذي يغلب عليه الطابع الاجتماعي الملتزم، المتمرد على الثوابت الضابطة لعلاقات الأفراد في مجتمع تحكمه تناقضات كثيرة، والطابع الذاتي بكل جرأة وتجاوز للعرف، الذي يحصر المرأة في محيط ضيق للتعبير  بصدق عما تخزن بذاخلها.
وخير دليل على ذلك هذا المقطع من قصيدة: “دمعة العين”:
“ظلامت الدنيا في عيني
نبكي ونوح
اغرقت فبحور احزاني
الضحكة هجرات
والنوم اجفاني
ليلي طويل ما فيه نجوم
نبات نتأام ونعاني
آه ما دريت القلب بعاند ويكرهني
ويهون عليه فراقي وهجراني.”
وفي الختام لا يسعني إلا أن أنوه بهذا العمل الرائع الذي تعزف كل كلمة من كلماته، موسيقى وإيقاعا عذبا، أتمنى ان يحظى باستقبال جيد من طرف القراء و اهتمام تام من المختصين، من أهل الفن والطرب، حتى يصنعوا لنا أغاني شعبية أصيلة بأسلوب ولغة عامية مفهومة.
شكرا للشاعرة على هذا الإبداع 
شكرا لدار النشر نيوزيس بباريس 
شكرا للمقهى الأدبي الأورو عربي الذي كان مسرحا لهذا العرس الثقافي
شكرا لمجلة
DIWANE.NET
المجلة الاولى لكل جديد.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here