هنا يختبر الشاعر “يوسف الهواري” معاناة الغربة واقعا ويرسمها قصيدة، ليحيل الوجع إلى ترانيم شوق فيبدع من خلال مقاطع قصيرة متناغمة الوقع، كأنما هي أنفاس عاشق ينتظر حضور معشوقته، كلما اقترب الموعد أو حرك الهواء من حوله الأشياء يتوقف ثم يعاود الشهيق والزفير. يستجلب مع الهواء رائحتها، يستجديه الظهور. رغم الحزن الشديد يستشعر القارئ دقات الطبول في صدره وهو يطالع الكلمات. حالة من التوتر تزداد مع كل مقطع. تقلب بين حالات متناقضة تتصفح كل احتمالاتها، حنين لوطن حاضر أبدا في القلب والذهن. ظل لكنه يتقد بمشاعر الاغتراب. لا ضوء في “ظلام لا عيون له”، لكن.. “بصيص ينساب من بين الغيوم”.
يمكننا أن ننظر إلى كل مقطع من القصيدة على أنه “هايكو” مستقل، يحمل معنى مكتملا. لكن المقاطع معا تشكل “قصيدة” تحكي يوميات مغترب يحمل وطنه، حنينه إليه، عذاباته به وفيه. آمال تشب فتدفع النفس للأعلى، وتخمد فتتهاوى الهمة، تضعف. ونادرا ما يجتمع كل ذلك في نص واحد. إبداع يمزج بين عدة جماليات لفن شعر النثر. صور بديعة منفصلة متلاحقة، جمالها في تنوعها الذي يجمع الأضداد في مركب واحد. والمستحيل يصبح واقعا.. فـ”في الظل صحوي يوقظني” فكيف؟
في الظل
صحوي يوقظني.
في هذا المقطع الأول، “ظل” يريح لكنه في الغربة نيران تشتعل شوقا لوعي الغريب العميق بانسلاخه عن جلده، لمغادرته جذره المكين فيه. فإن كان يستحضر وطنه في وقت ضيقه فالوطن يحضر وحده في لحظة صفو وراحة، يتداعى طيفه، يتراقص أمامه، يستيقظ وعيه أكثر فيمتنع النوم. حالة من اليقظة مضاعفة تمر بالروح كسوط الجلاد وربما أكثر إيلاما. صحو يُرغم على معايشته.
على حافة الوطن المنسي
نتهاوى كالأوراق اليابسة.
كيف لا وقد اقتلعنا من جذورنا، ألقي بنا في تربة ليست تربتنا. لسنا نحن المغادرين من نسيناه بل من يقيمون فيه. جعلوا وقته خريفا أصابنا جفافه. ترى كيف هم يعايشون وطنا نسوه. من يلم شعثنا حينها. من يعيد لنا وله الربيع. من يعيد اخضرارنا، وهل تعود الأوراق التي تساقطت بعد جفاف كما كانت.
في الظل
صحوي يوقظني.
***
على حافة الوطن المنسي
نتهاوى كالأوراق اليابسة.
***
لا ضوء
يبدد العتمة.
***
حنين
لوطن بلا حدود
ترقص له الذاكرة.
أربع وحدات إيقاعية تعزف على وتر الإحساس، تبدأ من عمق النفس، من أبعد غور فيها حتى أبعد نقطة تتلمسها العين المبصرة لتستقر عليها.
بين السحاب
تمنى -الشاعر- لو كسر الصمت آلامه.
هذه المشاعر التي تشتعل في نفس الشاعر شوقا إلى وطن يعيش على حافته، كناية عن حضور هذا الوطن في ذهن الشاعر عاطفة حية رغم الغياب، وفي الوقت ذاته كناية عن افتقاد الشاعر لاهتمام الوطن به. فالوطن الحقيقي ليس بقعة من الأرض وكفى بل هو الأرض وما تُقل فوقها من مجتمع بكامل مؤسساته وناسه. فنحن قد نعيش بعيدا عن أحبتنا لكننا نستشعر حبهم لنا من خلال اهتمامهم بنا، ودّنا بكل السبل المتاحة التي تجعلنا وكأنما نحن بينهم. وكذا علاقة الوطن بأبنائه وعلاقة الأبناء به. والشاعر هنا يفتقد هذه الصلة الحقيقية. يعيش على هامش الحب كما تعيش شجرة على أطراف بستان لا تصل إليها أيادي الرعاية فتذبل وتتساقط أوراقها.
وكيف لوطن أن يتذكر أبناءه الغائبين وهو في حد ذاته منسيّ من قِبل من يتنعمون بخيراته. ومن اغترب ها هو قد أصبح كالغريب محروم من وده ولا بصيص من ضياء ينبت أملا بالتغيير. ويبقى الحنين، وتبقى الذاكرة تستحضر صور الحياة هناك وهي في حركة حضورها والغياب تتلاحق، تقفز، تعلو وتهبط لتبدو كأنما تتراقص في المخيلة على وقع نبض القلب.
ترى لو صمت الشاعر ولم يحكِ مشاعره، لو اكتفى بتأملاته وتساميه، لو عاش خيالاته، ذكرياته، واستحضر الصور أمام بصيرته، لو استعاد لحظات فرح عاشها هناك، ترى لو اكتفى بكل ذلك ولم ينطق معاناته شعرا هل سيكفيه ويروي حنينه لوطنه أو يؤنس غربته؟
رغبتي غلبت الشيطان
فكيف يرتضي بهذه الوسوسة الدنيئة ويكتفي بالصمت شاعر يعشق وطنه. لم يفعل هذا حبيب إزاء حبيبه ولن يفعل. فالحب والحنين يغلبان الشيطان ذاته والبرود، فنيران العشق أشد من حر جهنم لكننا نهرب من النعيم إليها مرغمين، فكيف إن كان الحب للوطن.
هكذا نرى الشاعر وقد بدأ بوصف حالته ليسوّغ انتصاره على الشيطان، ليظهر أسباب قوته، مدده الذي أعانه فنطق بحبه للوطن رغم كل شيء.
أيتها الأرض
تجربة الحياة مرهقة.
في ظلام لا عيون له
بصيص ينساب
من بين الغيوم.
خلف الضباب
خيوط الشمس الأولى
تمارس لعبتها الغريبة.
نلاحظ مع تقدمنا في القراءة أن الشاعر “يوسف الهواري” قد قسّم يومياته هذه والتي بث فيها ما لم يستطع أن يغلق صدره عليه، ما لم يستطع أن يصمت عنه إلى ثلاثيات. ففي ثلاثيته الأولى تحدث إلى الوطن وعنه، وفي الثانية بث حنينه إليه، وهنا في الوحدة الثالثة يتوجه إلى الأرض ككل، إلى الحياة، إلى ما يضمه ويضم الوطن ماديا ومعنويا، فالأرض ككل تشهد حياتنا وحياة الوطن تضمها، تحتويها. أو كما نقول -أمّنا الأرض- ذاك الحضن الذي سيضمنا يوما، يحتوينا كما يضم الوطن ذاته ويحتويه. من إحساسه هذا يتوجه الشاعر إلى هذه الأم يبثها أوجاعه، يبوح لها بما لا يستطيع البوح به إلى غيرها فربما تستوعبه كما استوعبت وطنه. ها هو يترك البشر من حوله. من سيفهمه، من لن يشاكسه ويلومه ويلوح له بكل أصناف التعنيف! نعم أيتها الأرض فأنت بسعتك ستسعين همي وتشاركيني إياه، فالحياة بحد ذاتها عليك، في دنياك التي نعيشها إن هي إلا تجربة مرهقة. تستنفذ طاقاتنا. يسأل الشاعر لماذا؟ ويجيب، هو السائل والمسؤول وهو من يعرف الإجابة، فلمَ لا يجيب! وما السؤال هنا إلا لإثارة الذات ودفعها للبوح الذي قد يستجلب لها الراحة، وربما يزيد من شدة آلامها. هي مرهقة بسبب الظلام السائد فيها. والظلام يستدعي كل المعاني المتعلقة به من ليل وعتمة وظلم وما يستدعيه من ألم وانتباهه لذاك الألم وقت السكون والهدأة الثقيلة على النفس. ما يستدعي من ضياع الأمل. ترى هل ضاع الأمل لدى الشاعر فعلا. يجيبنا الشاعر أن لا، لم يضع تماما، فهناك بصيص نور ينساب من بين الغيوم، خلف الضباب. ها هو الأمل يتراقص رغم كل هذا الظلام، لابد أن التغيير آت، تغيير يحمل شيئا من بشرى إلينا. تلعب معنا لعبة الظهور والاختفاء، الوميض والتراجع خلف الغيم والضباب. هي لواعج النفس البشرية تتبدى من خلال كلمات ومجازات الشاعر التي يقربها إلينا بهذا البديع، بجماليات لا يستطيعها إلا خيال مبدع ونفس فنان يعرف كيف يرسم بقلمه صورا تكاد تتجسد حقائقا إذ نعيد تركيبها في أذهاننا. إثراء لها، تقوية لمخيلتنا، إرهافا لحسنا الداخلي والخارجي. وتثقيفا لذوقنا، ودفعا لإنسانيتنا المشتركة لتقف على مشارف النفس البشرية كما هي بكل حقائقها. وقد تجلى إبداع الشاعر في كل عبارة قالها لكنه جعلني أحلق معه في صورة لم أجدها فيما قرأته عمري كله ولم تخطر إلا له -في ظلام لا عيون له- نعم فالظلام وكل اشتقاقاته “عمى”، لا إبصار ولا بصيرة. فمن يفقد عينه لا يفقد بصيرته، لكن هذا الليل المظلم الذي نمرّ به كأفراد أو أمم على هذه الأرض مأساة حقيقية، عجز كامل، ظلم طال الأرض وما عليها، سلب بصائرنا فأصبحنا ظلمة لذواتنا ولغيرنا، لكنه ظلام لن يدوم.
أيتها الوحدة
وطني خلف ظهري
يتألم.
***
على إيقاع الغربة
يرقص الحنين
بين جنبات الروح
***
أيها العاشق
الأمل الضعيف الذي يساورك
سرعان ما ينطفئ.
وها هي ثلاثية أخرى تتحدث عن الوحدة، ولكن أية وحدة هي! ليست بالتأكيد وحدة حقيقية، فهو يعيش مع الناس وبينهم. لكنها وحدة من يفتقد ما هو عظم من الأفراد، من يضمهم في وحدة واحدة فيذهب شعورهم بالوحدة والغربة والفراغ النفسي الذي يحدثه هذا الفقد المؤلم. قد نعيش مع أسرنا ووسط أحبتنا لكننا في وطن لا ننتمي إليه حقا، عندها نستشعر الفقد الحقيقي. ذاك الأنس بالمكان، كأنما تلك الجاذبية التي بيننا وبينه هي مصدر راحتنا، وبدونها نشعر كأنما نحن معلقون بالفراغ، وكل ما حولنا خواء.
شكوى بعد أخرى تبدأ في الظل الملتهب وتتمدد تتقمص الكثير من المعاني وكلها تخص فراق الوطن والحرمان منه. من دفء كيانه وضياء نوره والألفة التي تزول بمجرد مغادرته ليحل القلق وعدم الاستقرار النفسي، ويتوه في خضم مشاعر متناقضة.
” الوطن خلف ظهري”.
عبارة مجازية، لماذا؟ لأننا لا نسكن الوطن فقط بل هو يسكن أفئدتنا من حواس السمع والبصر، نتذوقه كلما تناولنا وجبة مما اعتدنا أن نأكله هناك. نتذوقه كلما تذكرنا الأمكنة، نتذوقه إذ تقع أعيننا على كل شيء حملناه معنا من هناك، لكنه رغم ذلك يبقى مجرد ذكرى إذ لا نقيم فيه حقيقة. لن يكون هو وجهتنا بعد خروج لعمل أو طلب علم أو قضاء حاجة من حوائج المعاش. لن يكون مقر حياتنا لأننا بكل بساطة خارجه، وإن كان هو مقيم فينا، وهنا تتجلى المعاناة الحقيقية. (إحساس كان يداهمني كلما غادرت وطني عائدة إلى بيتي في مكان إقامتي، إحساس مؤلم يختصر بعبارة واحدة -ليس بمقدوري أن أدير وجهي عائدة إليه في لحظة المغادرة بالذات- بعد ختم الوثائق).
وطني خلف ظهري
“يتألم”!
ترى هل الوطن يتألم فعلا؟! الوطن الذي يتشكل من التضاريس الطبيعية، هل يحن لنا كما نحِنُّ نحن إليه، هل يفقه معاناتنا؟ أظن أن لا لكننا نؤنسن كل شيء، وربما أجل، ما المانع؟! فطالما أننا نشعر ونتألم فلا بد أن ما نحبه يفعل ذلك، ربما يشعر بنا، يفتقدنا كما نفتقده، وربما أن الشاعر يعني بالوطن كل ما ترك خلفه من بشر أو شجر أو حجر.
في الغربة إذن هناك مشاعر تعلو وتهبط، حنين يتدفق ثم يكف، شوق يتقد ثم يخبو، هي نوتات موسيقية تجعل الحنين يتراقص في جنبات النفس على وقع تلك المشاعر.
أيها العاشق
الأمل ضعيف الذي يساورك
سرعان ما ينطفئ.
فالوطن بعيد عنك وأنت بعيد عنه قد أصبح خلف ظهرك. فعد إلى واقعك وعشه، ولكن هل تتقبل نفسُ الشاعر مثل هذا الواقع ويستكين له. أظن أن لا، يصعب عليه ذلك فهو يكاد يختنق، ولا بد من حل يخرجه من ضيقه هذا إلى سعة، ليأتي الجواب، تنفس، نعم خذ مزيدا من الهواء عله يوسّع الصدر.
عشقي يتنفس بعمق
يحتاج نسمة هواء..
***
ليل يأتيني عاريا
يقتحم خلوة المساء
***
قلبك رائع
أحتمي بشساعته.
وها هو كما أنسن الوطن يؤنسن الشاعر العشق ذاته، يجعله كائنا حيا في صدر حي ولذا لابد له من نسمة هواء يتنفسها، في هذا الليل الذي تعرى من النور والضياء ظهر بكل معانيه السلبية، ورغم عتمته لا رداء يستر ما فيه مما قد يستوجب الستر. لا يرتدي أُنسا ولا مسامرة ولا فرحا. عاريا من الألفة.. وإذ تعرى فقد ظهر النفور وتبدت الوحشة وكان الضيق ولزم التنفيس عن الذات.
الوطن خلف الظهر، والليل وقعه ثقيل، والضيق يجثم على الصدر، ولا بوادر تدل على الفرج. لا أحد هناك غير الليل وهو، فماذا يفعل في هذه الحالة غير أن يرتد إلى داخله، إلى قلبه الذي اتسع لكل ذلك. مؤكد أنه سيشعر بالأمان والطمأنينة. سيجد ما يخفف عنه وما يحميه ويسيجه، ليكون حاجزا بينه وبين المعاناة، فالفضاءات الواسعة تريح النفس وليس أوسع من قلب شاعر. ولكن مما سيحتمي، بالتأكيد من تداعيات الغربة وما تحدثه في النفس من أسقام.
فنجان قهوتي
يعانق أسرار المدينة.
***
أمام منظر الغروب
أحتاج إلى بعض المسافة.
***
أخيرا
استوعبت أسرار المشي
بين دروب المدينة
إن لم يكفنا التنفس العميق كآلية تشعرنا بالهدوء والراحة والطمأنينة في غياب من أو ما نحب نعتمد أشياء أخرى نبثها بعض همومنا، نبوح لها بشيء من أسرارنا. فكم تنفسنا بعمق وبدل أن يهدأ وجيب القلوب ازدادت دقاتها حتى الإجهاد. ها هي الصديقة المفضلة للكثيرين تنتظر أن تخفف عنا، قهوتنا التي نعشقها، فلم لا تنسكب فيها كل أسرارنا لتعود وتنسكب فينا وإن لم ننطق حرفا. تقبّل شفاهنا، نقبّلها، نرتشفها، نسكب فيها همومنا وآلامنا وكل حزن ينتابنا ثم لتعود وتنسكب في جوفنا دون حروف أو كلمات. حكاية من فم لفم وشفاه تتلمس شفاها، والسر بينهما فقط. ولا غدر ولا خيانة لا للعقل ولا للقلب كما قد تفعل الخمرة أو مثيلاتها، أو كما قد يفعل الإنسان بأخيه الإنسان.
هو فنجاني نعم لكنه يفتح لي منافذ إلى أسرار مدينة أقيم فيها، أعيش في خضمها كغريب مغترب فلا بد إذا من الوقوف على مشارفه لأراها جيدا عن بعد، لأحيط بها، لأحظى بنظرة الطير من علٍ -فأنت لن تعرف شيئا- إن لم تره على حقيقته دون أن تنسلخ منه ولو مؤقتا، ولذا أصعب المعارف وأكثرها استعصاء هي معرفة النفس ذاتها. إذاً لا بد من مسافة كي تكتمل الصورة بكل أبعادها، في مكان يصلح للتأمل، فالرؤية هنا فكرية، معنوية، لا حسية بصرية فقط وإن كانت تعتمد الحس الخارجي والداخلي معا.
لذا قال الشاعر قبل الختام:
أخيراً
استوعبت أسرار المشي
بين دروب المدينة.
وسواء كان الشاعر يقصد المدينة التي يسكنها حاليا أو المدينة التي هاجر منها مغتربا، فالتأمل أوصله إلى حقائق ما كان ليدركها لولا تفكره هذا عن بعد. ومن عرف سرا كان يؤرقه ترتاح نفسه وتطمئن بزوال قلقه. وأظن أن الشاعر يعني مدينته في وطنه إذ يقول في آخر مقطع:
رب السماوات
وحدك من ترد الروح
إذا سلبت في غفلة..
فالله وحده من يعيده إلى الوطن، إلى روح عظيمة تضم روحه، إلى حياة تكتمل فيها أسباب الإحياء الحق، وإلا فسيبقى المغترب المحب لوطنه يشعر بألم نزع الروح ما دام مغتربا. وهذا يؤكد أن مغادرة الشاعر لوطنه لم تكن بإرادته الحرة وإنما لأسباب دفعته لذلك.
قصيدة نظمت من سبعة مقاطع، كل مقطع من ثلات قصائد هايكو، كل قصيدة ومضة تومض في ذهن قارئها، يستشعر رقص الكلمات على حركات إيقاعية تتراوح بين النقر الخافت والطرق الخفيف والصخب أحيانا كما في عبارة “رغبتي غلبت الشيطان”. وميض برق ورعد فغيث ثم هدوء، ليعاود من جديد ارتقاء حتى الغيوم فعودة إلى المشي في دروب المدينة، أو إلى تحليق في دروب الروح يرفع معنوياتها ثم سرعان ما ينطفئ الأمل.. يسير بنا بين المتناقضات بكل خفة يظهر لنا جمالياتها بمعارضتها لبعضها البعض، ولا يبقى للشاعر ولنا في خضم آلامنا إلا التمسك بحبل “متين” إن مددناه لن ينقطع، حبل صلتنا بالله، ووثوقنا به تعالى.