سبعة في حياة المرأة:
في نهايات 2018 أو مستهلّ العام التالي تناقل المفسبِكون فكرة نثرية طريفة مفادها أن المرأة (المسلمة قطعا) تحبّ سبعة وهم: أبوها وأخوها وزوجها وابنها وحفيدها وزوج ابنتها ونبيّها محمد عليه الصلاة والسلام.
راقت لي هذه الفكرة الذكية ولم أعثر على قائلها.
وترنّمت بها شعرا فآلت هذه السطور المحدودة قصيدة تفعيلية تحفل بالصور والأفكار وتعدّ أسطرها بالعشرات..
تم النشر في 2019/1/3م وتعرض النص لتعديل في اليوم التالي للنشر.
تكرر النشر بالصيغة نفسها في أكثر من مجموعة في عدة أوقات..
أحد الأطباﺀ الشباب الذين أفرح بقرضهم الشعر قرأ قصيدتي دون ريب فصاغ منها أرجوزة موحدة الروي دون أن يشير إلى الأصل!!!
والذكاﺀ يكمن في الضربة الأولى:
ترى مثلا شجرة مكسورة تنبت رغم ذلك فتستوحي منها شعرا، وكل شعر يأتي من بعدك على الموضوع نفسه فهو محاكاة على الأقل، وربما يصل إلى درجة الانتحال إن لم ندخله تحت عباﺀة التناصّ (وهو تأثر نص لاحق بنص سابق تأثرا فنيا مبررا)..
أشرت في آخر نصي إلى الرشيم المولد للقصيدة : الأصل النثري، ولم يشر الشاعر التالي لا إلى أصل نثري و لا إلى قصيدتي مطلقا.
تاريخ نشر الطبيب لأرجوزته محدد على صفحته في 2019/1/10، مع أننا إن دخلنا إلى سجل التعديلات لا نعثر على النص في ذلك التاريخ
لا يظهر النص في سجل التعديلات إلا في 2019/9/17م.
من أدلة محاكاة نص الطبيب بقصيدتي:
– اعتمادي تفعيلة الرجز (مستفعلن) ونظمه على بحر الرجز نفسه.
– سبقي الزمني في الكتابة والنشر.
– إشارتي إلى الأصل النثري وإغفاله ذلك مع عدم الإشارة لقصيدتي مطلقا.
– (توارد الخواطر) بالمصادفات العجيبة الغريبة، مثلا:
أقول على لسان المرأة في حديثها عن الرجل الأول في حياتها:
نعمْ أبي وقدوتي..
فيقول:
فذاك يبقى مثلي الأعلى أبي
وأقول عن الأب أيضا:
ما بينه وبين أمي رحمةٌ
مودةٌ وعشرة على الحلال
فيقول في الحديث عن الزوج:
تجمعنا مودة ورحمةٌ
وتقول المرأة عن أخيها في نصي:
جاري الذي شاطرني طفولتي
صديق ألعابي..
فيقول:
كنت معه طفلة
نلعب نلهو..
صديق عمري..
وتقول المرأة في قصيدتي عن حفيدها:
يا أنت يا امتدادنا..
فتقول المرأة في نصه عن حفيدها:
فهو امتداد لي..
وعن الصهر تقول المرأة في نصّي:
ورجل يختارني أمّا وما ولدته
والمرأة عنده تقول عن صهرها :
وإنه إبني وما ولدته
وأقول عن جعل سيدنا الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام سابعا:
وإن يكن كالمسك للختام
فيقول :
جعلته مسك الختام..
وأقول عنه عليه الصلاة والسلام:
ذاك حبيب الله..
فيقول صاحبنا:
فهو حبيب الله..
ثم أصلّي عليه:
صلى عليك الله يا من جئت بالإسلام
صلى عليك الله والأملاك و الأنام
فيصلي صاحبنا كذلك:
صلى عليه الله دوما أبدا
أليست مصادفات سعيدة؟!
الاضطراب اللغوي:
ولأن النص لم يتولد لدى الطبيب الفاضل بدافع شعوري سوى إعجابه بنصي فقد حدث نفسه:
لمَ يبق هذا النص تفعيليا؟
لم لا يكون قصيدة بيتية؟
وشرع في النظم
والنظم يضع النظّام بين فكّي كمّاشة: استيفاﺀ الأفكار ضمن القالب المحدّد
لأجل ذلك جاﺀت لغة أرجوزته مفعمة بالضرورات والعثرات مثل:
– يليه شخص كنت معْه طفلة (سكّن عين مع)
– نقضي معا أوقاتِنا (توهّم أن أوقات جمع مؤنث سالم فجعل علامة نصبها الكسرة!!).
– بلهفة أأمل (الصواب الإملائي: أُؤَمِّلُ).
– ربيته وهو صغير طِفِل (تحريك فاﺀ الطفل بالكسر ضرورة).
-ذلك إبني.. (قطع همزة الوصل)
– وإنه إبني.. (الملاحظة نفسها)
– حماته أنا.. (حَماة من العامية. في الفصحى: حمو المرأة قريب زوجها كأخيه)
– كذا ومن وصهري وإبني سادس (زيادة الواو قبل صهري سهو، وقطع همزة ابن ضرورة متكررة).
– ذاك حفيدي وابن إبني وابنتي (إبني: بالقطع ضرورة )
– صلى عليه الله دوما أبدا
ما سبحوه الخلق أو هم هللوا
( سبحوه الخلق: هذه اللغة التي يسميها النحاة لغة أكلوني البراغيث
وما دام البحر رجزا فمركبه سهل للقول مثلا:
ما سبّح الأنام أو هم هلّلوا )
وفي الختام:
أردد ما قلته من قبل: لا بد من تفعيل النقد بغية التجويد والارتقاﺀ بالشعر المعاصر، لأن قلمي مشرع بكل لطف وإنصاف دفاعا عن لغة الضاد وآدابها.
ومن ير في النقد تعرية لشخصيته الخشبية فليتجنب النشر وهو يخشى النشر.
ولا يضيرني غضب الطبول الفارغة ولا جوقة المزمرين إن كانوا يحترمون أنفسهم فليحترموا قواعد اللغة والشعر، أو فليردوا بأسلوب علمي على ما أكتب (إن كان لديهم علم ومقدرة).
وفي هذا المقال تحدثت عن شاب طبيب يقرض الشعر، وأنا أعلم أن طلبة كلية الطب هم صفوة طلاب الدراسة الثانوية.. ولذا كان بإمكانه الإشارة إلى الأصل فهذا لا يضيره، بل في الحقيقة: إن ذلك ليعزز ثقته بنفسه وثقة القراﺀ بما يكتب.
وقبل أن أضع القلم:
لا أنكر أن في نصه أبياتا موفقة من أفكاره الذاتية وروحه الشاعرة.