غدا حين تبحث عني
ستدرك اني هاجرت..
ولن أعود
غدا حين تبحث عني..
بين شذا نسمات الصباح
ستداعبك فسيفساء حروفي
التي غادرت دون عودة،
ستغفو رغوة قهوتك في الفنجان
فلم يعد لها في صباحاتي مكان،
غدا حين تبحث عني..
في حنايا أروقة بيتك الكبير
ستجيبك ضفائر شراشف الحرير
أنها لك لن تلين ولحلمك لن تسير
فقد تبللت بسيول الوجع
ونقشت التجاعيد في تخوم الذاكرة
غدا حين تبحث عني..
في ثنايا ذاك الفستان
سيتمزق على باب الصوان
سيحكي قصته لخاتمي الأبيض
عن الغازلة الضريرة..
وأن من لبسته دون خجل أرملة الفرح
غدا حين تبحث عني..
بجانب الموقد الرخامي
سيردد الحطب نوتات لحن رقصتي
على كمنجات الهجر..
ويذكرك..
صدى صهيل دموعي على سرير الأحلام..
غدا حين تبحث عني..
في مرافئ نهر السين
سأركب اليخت القديم في النيل العظيم..
ألتقي بصديقتي كيلوبرا الحالمة
لأتكحل من موجات كحلها الوردي
فتنمو رموش لن تتبلل بعد اليوم
غدا حين تبحث عني..
ستدرك أني هاجرت منك
عبرت الجبال المازوخية
قطعت حبل الشوق
مزقت جواز السفر
أضعت مفاتيح الحنين
فقد ركبت سفينة الأنين..
في رحاب السندباد
كي لا أعود..
