قديماً
ليت ذاكرتي تحددُ لي متى بالضبطِ
أشعلتُ السجارةَ
كنتُ خلفَ البيتِ بعدَ العصرِ
وحدي والهدوءُ يثيرُ أفكاراً بلونِ دخانِها
مرتْ دقائقُ واكتفيتُ بما فعلتُ هناكَ
ألقيتُ السجارةَ وانطلقتُ إلى شوارعَ كلها
مفتوحةٌ لليلِ أيامٌ تمرُّ كما تعودنا وننسى
بعدها ما كانَ
كانتْ ليلةً نجماءَ
خلفَ البيتِ نارٌ تستعرْ
حممٌ كما التيهورُ تلطمُ وجهَ ليلٍ هادئٍ
وركضتُ أُخبرُ بالحريقِ وكانَ كل الأهلِ
مجتمعين واتهموا فلاناً أخمدوها بعد ساعاتٍ
وأصواتٌ تولولُ من هنا وهناكَ
لكنْ في الحقيقةِ كان عقبُ سجارتي السببَ
الوحيدَ رميتُها بتهورٍ وقد استقرتْ هكذا
في قاعِ صندوقٍ من القطنِ القديمِ
نسائمُ الصيفِ النقيةُ أوقدتْ ناراً تلظَّى
في الصناديقِ التي كادتْ لتودي بالمكانِ
وذكرياتُ الصيفِ ناعمةٌ وبين الليلِ والدنيا
اِتفاقاتٌ تثيرُ شهيتي من غير شكْ.