“شراك البحر” :
بدت،
كأنها تريد الرحيل إلى الزمن السابق
لمجيئنا، حين أوشكت على فك أشعتها
من شراك البحر.
أخذت كل الألوان والزهر،
أخذت كل العصافير والغيم والصخر،
أخذت ما تبقى من عمر.
تقطرت بين سحابتين
كدمعة تسللت من مقلة حسناء
فأصابت منها الثغر.
حين استوت على الموج،
اعتلاها السواد فعلها سقما
لم يفد معه صبر.
لبت نداء الأسماك
حين لفعتها بعباءتها الدافئة
بلين ويسر.
كثيرة السخاء ؛ تجود
في كل المسافات وكل المحطات،
وتجود وهي في موعد آخر مع البحر.
على صخر أصم في الشط
ثوى مذهول يهدر الفيروز
في روحه كالسحر.
يلملم جدارية تفتتت في خواطره
امتزجت بقصيدة شعر.
حواليه محارة سوداء
تعصر الملح من الحشائش
يفوح منها نوع خرافي من العطر.
أرسل الليل على المكان رذاذه البارد،
فاستشاط البحر غضبا
ما بين مد وجزر