رمادٌ على الأوقاتِ __ الشاعر صالح طه (ظميان غدير)

0
52

رمادٌ على الأوقاتِ يروي احتراقَهُ
ودون مواعيدٍ أطالَ اشتياقَهُ

وينتظرُ الأطيابَ في ثوبِ طفلةٍ
أبى طيفُها الوردّيُّ دَلًّا عناقَهُ

وقلبي كأسٌ مترعٌ بالهوى وكم
لزينبَ كي تحسوهُ حبًَّا أراقَهُ

تعاويذُهُ في كفِّ زينبَ كلُّها
إلى وجهها المائيّ يهوى مساقَهُ

وكيف سيسلو زينبًا دون إذنها
وزينبُ أضحتْ سجنَهُ ووثاقَهُ

تبلّغُ عنهُ الأغنياتُ سريعةً
إذا ما نوى رشدًا ورامَ انعتاقَهُ

بأضيع دهليزٍ من الحبّ ضائعٌ
يفتّشُ عمّن عقَّهُ وأعاقَهُ

مكوّمةٌ كلُّ المنى في عروقِهِ
وتأبى الشموسُ الظالمات انبثاقَهُ

ومن كانَ يهوى تملأ الليلَ صبوةً
تحرّضُهُ حتّى يحبَّ اختناقَهُ

تناديكِ أوقاتي أذيقي جياعَها
فحسنُكِ يا أنثايَ أهوى مذاقَهُ

لأنّ بناتَ البدو قلنَ يصفنَني
له وجهُ راعٍ قد أضاعَ نياقَهُ

إذا الحضريّاتُ الرقاق ذكرنهُ
بكينَ ولا يذكرنَ إلّا انفلاقَهُ

أجيبي مضاعًا لم تغلفْهُ بلدةٌ
بأنوارِها إذ ليسَ إلّاك ِ راقَهُ

فأنتِ بلادي حينَ يذكرُ عاشقٌ
جزيرتَهُ أو شامَهُ أو عراقَهُ

أجيبي أخا الأشواق يلقَ شفاءهُ
إذا الشوق في ليلاتهِ لكِ ساقَهُ

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here