قصيدتي ثكلى تنوح و تنتحب
ومعين الشعر لم يعد يمدني بالمدد
والقلم جف حبره والفكر شرد
والقلب من فرط الألم اكتأب
والدموع من مقلتي تنسكب
أصبحت تخشى علي من الوصَب
أزعجها ما أصابني من نصَب
أوجع قلبي المعَنٌَى ،ما نبض
أرهقت نفسي الحسرة و التعب
على الطفولة والبراءة التي
في كل وقت وحين تغتصب
نعيمة وعدنان وكثير ممن
على شاكلتهم
لم يبلغوا بعد الحلم
دمرهم الظالم المعتدي
دون وجل أو حق وجب
تركوا الآباء والأهل في كمد
في رمشة عين جاء اللص
قاصدا الطفل البرئ
الكباص محمد
يروم أخذ هاتفه، فأخذ
الروح والجسد
بطعنة نجلاء من سكين
في الحشا و في الكبد
أسال دماءه الزكية
على الإسفلت بكل عِنْد
أمام أنظار كل من حضر
ناهيك عما يعتصر فؤاد
صديقه في كرسي الدراسة
الصادق في الود و في الأرب
الذي أفجعه بل هده الخبر
أهدر كل فرحة فيه
أعقبتها المرارة و الندم
على فراق الأخ و الحبيب
الذي عاش معه على الصدق
والحب، لا البهتان و لا الكذب
لله فؤاد أمه المفجوع المتعب
كم سهرت وربت للبنت و الولد
و كم وكم أمنية وأملا رتبت
لترى ابنها ناجحا في الحياة
ولم تدخر قط أي جهد أو طلب
أما أبوه المكلوم فإني،
أكبرت فيه الصبر والأدب
في قمة المأساة يشكر كل من
ولو بقليل قدر آزره أو عذر
بكل امتنان وما أوتي من جلد
لله دره في الشدة وفي الكرب
رحم الله الشهيد، أورثه الجنان
وأعان أهله على احتساب الأجر
و الثواب على فقدهم لفلذة الكبد
وأخزى كل ظالم جبار للجرائم يرتكب
ولحق الطفولة والحياة يغتصب