جيشٌ يـُحاصرُنـا وسِلْــكٌ شــائِــكُ
ودُمُــوعُ أطـــفــالٍ ولــيـــلٌ حــالِــكُ
قـــبران مِــنْ خـلــف المـدينــةِ ، والمـدَى
لـدمــاءِ ذاك الفــرح دومــاً ســافِـــكُ
وشقيقتي الصُّغـرى تـــقُــول لـدمعهــا :
هــذا ابــنُ أُمِّــي في الكريهـةِ ضاحِــكُ
إِذ أنــَّــهُ في الأرض سيِّـــدُ نـفســــهِ
كُـــلُّ الـحـيــاةِ مـجـــازِرٌ ومـعـــارِكُ
ويـظــلُّ ينــظُـــرُ للخطـوب بـِعِــزَّةٍ
هــوَ آخــرُ الـفُــرسـان أو هوَ نـاسِــكُ
ولـقــد علـمْـتُ ضمـيرَهُ مُـــذ رُزْتـُـــهُ
لِــزِمَــامِ أمـــرٍ في الــمــرُوءةِ مـالِـكُ
مــا ضَـــــرَّهُ جُـــــرْحٌ بــأُمِّ فُـــــــؤادِهِ
وسـواهُ مِـنْ أدنـَى ابـتـــلاءٍ هـالِـكُ
في العشق لـم يكـذبْ ، فـإنْ يـُبصرْ بـــهِ
شِرْكـاً فــمِـنْ قـــبــل الـــتــفـاتٍ تــارِكُ
في دَمِّــــهِ شيءٌ مِــــنَ الــنـــار الــتي
للمــاءِ في يــوم السَّلام تـُشارِكُ
لــو قـيــلَ رأسٌ في الــفـــداء تهشَّمتْ ،
كـفَّــاهُ فــوقــهُمـا تــجُـــوسُ سـنـابــكُ
فجِنــازةُ الأحــرار عُــرْسٌ خـالـــدٌ
وأجيءُ يــا كَـــفَــنَ الـقتـيــل أُبـــارِكُ
