“صداقة التناقضات” :
هل يعقل هذا الذي أراه؟
وهل يمكن للنفس أن تهدأ بعد رؤيتها التناقض الصريح؟
صديقان لا يفترقان
أمام الناس هما متفقان
يمزجان حياتهما بزهور ناصعة
وبتعاون يعجب العينين والفؤاد
وفي لحظة ينهدم البناء
ولكن التناقض هنا لم يكتمل
فالقصة لم تنته بعد
فقد أخبر المقربون
أن الصديقين الوفيين
ما كانوا في يوم من الأيام صديقين
كانت صداقة لا تحمل في أعماقها إلا البغض
فقد كان الغش يتطاول
وقد كانت حباله قصيرة
حصل سوء تفاهم بينهما
وظن الأوفياء أنه عابر
وأن بحار المودة ستجرفه وتسحقه
ولكن الثلوج ذابت عن مشاعر تلبس ثوب السواد
وسيكون الألم العميق رفيقهما إن تصالحا واستمرا في بناء علاقتهما على جسور الغش والأحقاد
القلة التي كانت تعرف الحقيقة صرَّحت بأنها تعرف أن هذا هو المصير العادل
والكثرة التي لم تكن تعرف الحقيقة تفاجأت وربما أصبحت ترتعد من الصداقات فتجتنبها
أما أنا فقد تعلمت أن أبقى من الأحبة على بعد
فكم من إخاء وثيق على القرب انقطع