بغلاف جميل جدا، من (أربعين نصا) من الحجم المتوسط، صدر للكاتب والباحث المغربي عبد الكريم ساورة الكتاب الثاني بعنوان: ” خطاطة الماء والورق “، وهو مجموعة من النصوص الإبداعية، وذلك في (ثمانين صفحة) يتناول ثلاثية الحب والحياة والجمال، وقد جاءت النصوص في تناغم تام، يضع فيها الكاتب يده على الجرح الذي ينمو يوما بعد يوم عندما يتخلى الإنسان عن أجمل وأقدس قيمة وهي قيمة الحب، في عناوين مثل : حكاية حب، الحق في الحب، موسم هجرة الحب، ومحكمة الحب، وغيرها من النصوص، وفي علاقة الحب بالحياة التي أصبح الكل متشبثا بها حد التفاهة، على حساب القيم النبيلة. يسلط الكاتب الضوء على هذا الارتباط المرضي، وعن الفردية المؤلمة التي أصبحت تسيطر على الإنسان في كل مناحي الحياة، وقد اختار لها الكاتب نصوصا تحفر في العمق كأنه طبيب جراح، ليخرج كل ما علق بها من تشوهات ومكبوتات من خلال نصوص كالتالي : كتاب الرؤيا، أنا مجرد سائق لقطار الحب، معزوفة القدر، شجرة الحياة، جرح صغير. أما العنصر الثالث وهو الجمال، فقد أصر الكاتب أن تكون هذه الصفة بارزة بقوة سواء على مستوى الشكل من خلال غلاف الكتاب، وكذا من خلال كل النصوص التي يشتمّ منها رائحة الجمال من خلال علاقة الحب الروحي التي ينقلها بجرأة وأمانة بين الرجل والمرأة، وعلاقة الإنسان بالإنسان، وكذا علاقة الإنسان بالطبيعة، وهو ما ترجمه من خلال النصوص التالية : معزوفة القدر، الحب تجارة الأنبياء، رقصة الحب، ثم الحب والجبل، حيث ينقل القارئ إلى أقصى مستويات المتعة والتحليق عندما يخاطب حبيبته في الصفحة 23 بالقول : ” لا تنزعجي من قبلاتي للصخر ليلا، فهو يشبهك، وأسير مثلي يتفتت عند شفتيك المالحتين، وأنا واقف أرقب السماء تنحني إليك وأنت قاسية، كتمثال فرعوني” . ويضيف : ” رائحتك سيف وسجان ونبي من زمن العبودية، أتفقد أثرك بين كل خطوة وهمسة، وأسأل روحي هل من بقية ؟”.
