رأيت الغريب كثيراً وما كنت أدرك ان الغريب يُدرُّ الصفاء
وكان يفتش عن وهج حرية في السجون التي ألبسته الشقاء
وطار من السجن حتى يحاضر عن ألم السجناء
فحرية النفس أشهى من الأطعمات
وحرية النفس حق وفرض نؤديه كي ندحر الظلمات
وحرية النفس أن تستقر وتغفو في الطرقات
فتنتصر الشمس في عبق الأمنيات
وقال الغريب : وكم في السجون من الأبرياء
وكم في الفضاء من المعلنين الحروب على همسة ونقاء
وقد قصف الظلم ميراث حق لنُفجعَ بالعثرات
أنا الآن حر ووجهي بهي وصبحي يعانق وجه السماء
أنا من صبرت ونلت القناديل بعد الشقاء
أزيحوا عن الأرض ظلم القرون وأحيوا الوفاء
وأجيالنا تحتسي ألم الفقد للأقربين فأين العزاء ؟
وغاب الغريب عن الوعي قال أحق شموخي وحريتي أم سبات؟
وعاد إلى الوعي قال : نعم هذه الأرض والريح والنجم والشرفات
وكاد اخضرار عيون الغريب يفجر أروقة السجن والترهات
وقال الغريب : أنا طيِّب كالحقول التي تحمل الوعد للأوفياء
نجوت من الحقد يخترق القلب يسلب مني الصفاء
وسرت وحيداً أدافع عن نبض إطلالاتي في الفضاء