“تطواف عابر بسوق “أشعار” قديمة” :
القوافل تعبر بحر الروم
في اتجاه الجنوب
لزيارة تماثيل من الأحجار،
قيل: إنها تكاد تنطق
بكلمات رسمت بماء الذهب
على الأستار.
بين الكثبان ترفل المضارب والإبل
والخيل والليل وبعض الآبار.
قلما تبدو البرايا مثل ظلالها
خلال النهار.
بين الحين والحين
تهب الزوابع ، فتمزق الهدوء
وتعبث بالاستقرار.
نسيم الصبا الذي كان يسري ببن الثنيات،
سرعان ما يعقبه سديم سموم
يلف القغار.
الشمس التي كانت تداعب درر الرمال
تتلاشى فجأة في عباءة الغبار.
خفق المضارب، رغاء الإبل،
تصهال الخيل وهزيز الريح
يتعالى رويداً رويداً
مثل سمفونيات عبر الأقطار.
كالمد والجزر يتعاقب الصخب
والسكون باستمرار.
على ضفاف الوادي ،
غير بعيد عن أرماس الموءودات،
ينتصب سوق اشعار
وطيب ، وملاهي وكواعب حسان ،
ومعتقة غريبة الأطوار.
تعج السوق بالملاحم والوقائع،
وألوان الآراء والأفكار.
وتحبل رحاب القصائد
بالغناء والمدح والرثاء،
ونزعات القلوب،
ومظاهر العواطف الصغار.
في أقاصي شمال السوق،
حول صخور ملونة ،
تبتهل حشود بشرية،
خاشعة آناء الليل وأطراف النهار.
تتعاقب تترا منذ اكتشاف النار والأحجار،
حتى عصر “الهولوجرام”، والعوم في الهواء
وتطويع البخار.
بينما يتربص بها السحرة والمنجمون
من كل الجهات،
لإضرام ملايين الأفكار.