“اِنهض عمر” :
عادت جسور الصحوة البيضاء
عادت لتبدع وهج كل نقاء
ضاقت بألوية المظالم فارتدت
أنوار سؤددها ونجم سخاء
عمر الشموخ إلى المكارم والهدى
عمر الرضوخ لواهب النعماء
عمر الذي أصغى بقلب مجنح
فوق الصعاب ولفحة الرمضاء
أصغى الفؤاد إلى اليقين فجاد
بالبشرى سمت لتعيث بالظلماء
قد آن أن تلج الخطوب مسبحاً
وتقول لا للظلم والأهواء
تدنو من الهدي الحبيب تبجل
اللقيا تذهب نبضها بوفاء
عبقت بك الدنيا لأنك صاحب
للمصطفى في السهل والوعثاء
كالسنديان تصد كل كريهة
وكنخلة تحنو على الضعفاء
اِنهض بنا يا طود أمتنا فقد
ختمت لك الدنيا على البيضاء
اِنهض فقد خطف الصباح وأزهقت
قيم وهام الجمع بالخضراء
فتكاثفت زمر الضباب على الحجا
لتزجها في الفتنة الدخناء
ما كنت أنهض فيك مجداً صاعداً
طحن الضلال وقامة الكبراء
إلا لأن المجد يشرق في دمي
ويحيط كبوة أمتي برداء
ويحضها أن تسترد مكانة
عند الإله مصانة بنماء
هي أمتي ورفيقتي وكنانتي
دربي ومنطلقي وصبح سمائي
أبكي عليها أو أبكي قلبها
كأبوة نزفت على الأبناء
أقسو عليها مشعلاً بوقودها
لتحس جمر سقوطها العداء
لما لمست الشوك من أعدائها
أرعدت في أزهارها البكماء
اِنهض أبا حفص وفك قيودها
وامحق بها رئة الهوى العوجاء
وأمط عن العينين ذل صغارة
قد أفرغتها غيمة الشحناء
ذبلت حضارتها وفاز زمانها
بحضارة نقشت بسفك دماء
فانهض بها قمراً يسافر في الدجى
ليكون قدوة عالم الأحياء