يُطِلّ الْمَسَاءُ عَلَـيّ وَرُوْحِـي
تلوك التعاجا وتُزْجِي عِقَابِي
يَمِيْدُ بِقَبْرِيْ بَلَائِـي وَكَرْبِـي
لِأُفْصِحَ عَنّيْ أُدَارِيْ صِعَابِي
كَنِصْفَيْنِ نِصْفٌ تَشَظّى بُكَاءً
وَنِصْفٌ تَلَاشَى كَرَسْمٍ تَبَابِ
أَعُوْدُ لِنَفْسِيْ مِرَاراً لِأَنْسَى
وَأُنْسَى كَلَا شَيْءَ إِلّا خَرَابِي
وَأَرْوِيْ عَلَى الصّخْرِ مَوْتَ حَبِيْبٍ
وَلاَ هَمّ لاَ خَمْرَ يُنْسِيْ عَذَابِيْ
أَصِيْرُ كَجُـرْحٍ يُـــــــــعَانِيْ مَدَاهُ
خَلِيْلَيّ صَبْــرًا فَصِدْقِيْ عِـــتَابِي
خَلِيْلَــيّ صَبْـــــراً وَلَا تَعْذِلاَنِي
فَإِنّ هَـــوَاهُ بِقَلْبِـي كِتَابِـــي
أَهِيْمُ أُدَارِيْ جَفَــافَ ضُلُـــــوْعٍ
وَيَسْقِيْ بِنَارٍ قُرُوْحًا بِبـــَابِيْ
وَقَدْ أَتْعَبَ الشّعْــرُ دَهْـراً لُبابي
حُرُوْفاً بِقَلْبِي فَهَدّتْ صَوَابِي
فَمَنْ يُرْسِلُ الغَيْمَ شَـوْقاً لِحُبّي
وَيَغْرِسَ عِشْقًا بِأَرْضٍ يَبَابِ
فَعِشْقِي لَهَا كَانَ وَحْياً وَصِـدْقَا
وَمَا مِنْ مَلاَكٍ سِوَاهَا جَــوَابِي
وَمَا مِنْ فَلَاةٍ وَطِئْتُ فَـرُوْحِي
لَهَا.. تَحْتَسِينِي.. وَيَبْكِي شَبَابِي
تُرَجّي قَرَاراً بِقَلْبِيَ يخبو
فَكَيْفَ أُدَارِي نَقِيعاً شَرَابِي
وَكَيْفَ تَعُوْدُ لَيَالِي نُوَائِي
وَقَدْ مَاتَ ضَيْماً وَلَوْماً خِطَابِي
يَلُوْمُ غَبَاوَتَهَا حِيْنَ مَلّتْ
كَلاَمِي وَقُرْبِي فَمَدّتْ سَرَابِي
وَحِيْنَ أَطَالَتْ غِيَاباً وَعَادَتْ
تُسَائِلُ مَوْتِي رَمَاهَا عِتَابِي
رَمَاهَا بِلَوْمٍ عَسَاهَا تَعُودُ
لِحَالِي تَرَى فِيهِ قَبْراً جَوَابِي
أَيَا دَمْعَتِي عَوّدِي نَفْسَكِ
عَلَى الْكَتْمِ لاَ تَطْرُقِي أَيّ بَابِ
وَلَا تَطْرُقِي مَنْ تَنَاسَى نُدُوْباً
وَعِشْقاً تَسَامَى هِضَاباً رَوَابِي
لِيَغْرِسَ حُبّاً زُهُوراً وَوَرْداً
وَيَسْقِيَ جُباًّ سَمِيمًا بِغَابِي