برغم يقينيَ أن غرامك سمُّ زعاف..
برغم يقيني أن الطريق إليك انعطاف..
برغم استدارة كل الزوايا بعينيكَ
رغم اختلاف قوانين هذا الوجود لديك..
برغم احترافك كلّ فنون الخداع..
وكسر القلوب..
ودكّ وحرق جميع القلاع..
قبيل الهروب..
ورغم الكلام الكثير الكثير.. الذي سكبتهُ بأذنيٓ أمي..
بأن الرجال خيوط حرير.. تزين ثم تقدُّ وتُدمي..
فقد طرتُ أرفلُ شوقاً إليك..
وأفرغتُ جُلّ كنوزي لديك
وأمطرتُ شهداً رحيقي عليك..
وما همني أن بعض جزيل العطاء انكسار..
***
ورغم يقينيَ أنّ المشاعر منك اقتراض..
وأن الوفاء بعرفك محضُ افتراض..
ورغم اقتناعيَ أن التغلغل فيك انتحار..
وأن التخلص منك احتضار..
ورغم اقتناعي الشديد بأنك زير نساء..
وريث “الرشيد” وكل السلاطين والخلفاء..
وأن لقلبك ألف فضاء..
وأن الرحيل إليك اغتراب..
وفيضُ مياهك وهمٌ.. سراب..
فإني إليك شددتُ الرحال..
وشيّدتُ قصريَ فوق الرمال..
وكلي يقين.. بأن الرياح.. رياحك أنت..
ستذروه مثل رمادٍ لنار..
***
ورغم يقينيَ أنك سيلٌ حقود..
يُدمّر كل السدود..
ويجرفُ ما يلتقي من ورود..
ورغم اقتناعيَ أنك تحمل كلّ العيوب..
وأنك ممتلئٌ بالذنوب..
ورغم اقتناعيَ أن عنادك فوق احتمالي..
وأنك مغرورُ لستَ تبالي..
وأن احتراقي بجمرك كان المصير..
فما زلتُ طوعاً إليه أسير..
ورغم الهلاك الذي صار كل انتظاري..
تراني ألوذ بحضنك كوناً ليُشرق منه نهاري..
فتغدو ربيعاً بديعاً قفاري..
ويلبس قلبي جناحيّ مثل كناري
***
إذاً ليس ينفعُ فيّ التمني..
فدع عنك لومي.. ودعني وشأني..
أُسافر في السر منك إليك..
أُفتش عن أثرٍ منّيَ فيك
وأرجع دوماً بخفيّ حنين..
وكلي يقين..
بأن يقينيَ فيك يقين..
وأنك مُرتفعٌ كالجبين..
بساح انتصار..
ولكن حذار..
فلا تنتظر أن أبوح بيأسيَ حتى لنفسي..
وثق أنني سوف حتماً أعود..
وكُلّي وعود..
بأني سألثم هذا الجبين..
فإن كان عالٍ يطالُ النجوم..
فإنيَ إكليلُ غار..