تكالب أزلام النظام الجزائري مع الزمن على مهاجر مغربي لهت به الأيام ورمت به الأقدار في الجارة الشرقية، بحثا عن لقمة عيش حتى وجد نفسه متابعا بتحريك الشارع هناك وتأليبه على الماسكين برقاب الجزائريين!!!
ولم يدر بخلد المهاجر المغربي غير الشرعي أن وقوفه قرب ساحة أول ماي في العاصمة الجزائر، سيجعله بطل بلاغ دبجه الأمن هناك من أجل الزج بالمغرب عنوة في “الحراك الشعبي” واتهامه كذبا و”غباء” بالعبث بالبلاد.
وأخذت الحمية كاتب البلاغ الأمني وهو يحاول النيل من المهاجر المغربي غير الشرعي، 30 عاما، عبر توصيفه بالرعية المغربي، وكأن في الأمر انتقاص بينما هو شرف يجهله “رعاع” العسكر .
وليس من غباء أقبح من أن تتهم شابا مهيض الجناح يعتاش في الجزائر كما يعتاش جزائريون ها هنا في المغرب، ولكن لله في خلقه شؤون، والغباء أنواع والظلم ظلمات.
ولأن النظام العسكري المريض بالمغرب، يعلق منذ زمن خيباته على المملكة فقد وجد في “حراگ” ضالته، وقد ظن أن ببلاغه “الناري” سيقنع الحرائر والأحرار الجزائريين أنه اكتشف من يقف وراء تحريكهم، وإخراجهم كل جمعة للشارع مطالبين بتنحي حاكمي البلاد من فوق الدبابات.
وبمبالغة الأمن الجزائري يكون النظام العسكري قد قدم أوراق اعتماده مجنونا بالمغرب، فكيف لمن يسعى رزقه في أرض الله وقد ارتضى العيش بين ظهراني إخوته الأقحاح في الجارة الشرقية بلا أوراق إقامة أن يعبث بعقول المحتجين، ويحركهم وكأنهم دمى وعرائس يلهو بها الكل؟؟؟
إن في بلاغ الأمن الجزائري باعث للخوف على بلد يتحكم فيه الأغبياء الذين سمعوا ولم يعوا شعار “يتنحاو گاع”، ويوهمون أنفسهم أنه قادم من بعيد وهو قرب أرنبات أنوفهم، لذا كان الله في عون المهاجر المغربي الذي لم يجد الأمن الجزائري غضاضة وهو يجعل توقيفه صدفة قرب ساحة فاتح ماي “إنجازًا” غير مسبوق.
ولا ضير في تذكير النظام العسكري بما ردده “فريديريك نيتشه” وهو يلمز لأمثال حكام الجزائر الأجلاف : “نسيان الغاية هو أكثر الغباء شيوعا”، والكل يعرف غايتكم وبه فلتتمتعوا بما تنعمون به من جهل أما ذو العقل فهو في النعيم يشقى بعقله.
_________________
المصدر بتصرف : https://aljarida24.ma/
