البغرير خاصية مغربية، والافتخار به واجب، فاسمه مشتق من العسل. تحول خبز الصحراء من الإنجيرا injira إلى البغرير والقطايف الفاطمية و Crêpe الأوروبي.
عند الدخول المدرسي تطرح إشكالية اللغة، وحين تعجز اللغة عن التطويع والتطور، المفروض أن نستعمل المصطلحات الوحيدة المتوفرة، والتي لا تتوفر على مرادف لغوي أو اشتقاق إتمولوجي، بعيدا عن التحليلات والتأويلات والمناوشات بما أن الأمر دخل نقاشات في البيداغوجيا، واستلزم استحضار جدور وأصول المصطلحات، فإني أرى أن كلمة بغرير كلمة صحيحة في اللغة المغربية ما دام لا يوجد لها مقابل في اللغات الأجنبية. إن البغرير خاصية مغربية بامتياز لا يوجد له شبيه في بلدان العالم، لهذا يتعذر تشبيهه.
إن خبز البغرير من المخبوزات المغربية التقليدية، وهو موجود فقط في المغرب وبعض المناطق الحدودية الجزائرية، وهو وليد الخبز الصحراوي الإفريقي لحوض نهر النيجر، ويدخل في أنواع خبز الدخن injira الذي يستعمل فيه أنواع من الحبوب céréales كالذرة الإفريقية Millet و Fonio و Sorgho و Mil الغير قابل للتخمر Fermentation.
وقد تواجد في وسط إفريقيا منذ آلاف السنين، ولا يزال رمزا للمطبخ في دول جنوب الصحراء حول القرن الإفريقي وإثيوبيا وإريتريا والنيجر، وقد استلهم منه الفاطميون لما أسسوا دولتهم بين حوض درعة وتاهرت خبزهم المعروف بالقطائف، والتي لا زالت مستمرة بأشكال مختلفة في مصر الفاطمية، وبعض مناطق الشرق الأوسط. كما يوجد له شبيه تقريبا في دول البلقان وهو البلنيس Blinis الروسي، ومنطقة البريطون Bretagne الفرنسية المعروفة بنوع الخبز الأسود crêpes breton.
كان الناس في المغرب قديما في غياب الأدوات والوسائل الموجودة اليوم يلجأون لخلط الدقيق بالماء، ويتركونه في الحرارة لتعمل أنزيمات النشا Gluten دور المخمر، ثم يسكبونه فوق حجر ساخن أو فراح من الطين، وبفعل التخمر الكثيف فإنه يعمل فقاعات سرعان ما تتحول إلى ثقوب، ثم يسكبون عليه السمن المذاب والعسل ويتناولونه…