الجهاد في سبيل الله – رامية نجيمة

0
895

 

وضع الجريدة التي كان يقرأها فوق المنضدة بحركةٍ عصبيةٍ وقال:

  • هل تعلمين أن هناك حملةً غربية شعواء ضدّ الإسلام والمسلمين بهدف تشويه دينهم والنيل من سُمعتهم؟

والغريب أن هناك من يُساندهم من المسلمين أنفسهم دون أن يتنبهوا لخطورة ما يُقدمون عليه، يبدو أنّه لا مناط من المواجهة.

–  كل ما قلته صحيح ولكن ماذا تقصد بالمواجهة؟ أنت مثلا ماذا تنوي أن تفعل؟

– أنا أنوي إن شاء الله أن أجاهد في سبيل الله ضدّ كل من يتجرأ على دين الله، فقد قال تعالى بعد باسم الله الرحمان الرحيم “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم” ولكن كل ما في الأمر أني أجهل الطريقة المثالية للجهاد في سبيله، في رأيك ماذا يجب علي أن أفعل؟

–  ما رأيك أن تُؤلف كتابا تتحدث فيه عن عظمة الإسلام الحقيقي؟ تُوضح فيه حقائق يجهلها الآخرون فتكون بهذا قد أسديت للأمة الإسلامية خِدمة كبيرة ونلت أجرا كبيرا من الله عز وجل؟

–  لا لا لا، أنت تعرفين أنني لا أجيد الكتابة لا باللغات الأجنبية ولا حتى باللغة العربية الفصحى !ثُم إنّ هناك كثيرا من العلماء والكتاب منتشرين في كل مكان، فماذا سيضيف كتابي لمجتمع لا يقرأ ؟ لقد قال عليه الصلاة والسلام “كلٌ مُيسرٌ لِما خُلقَ له”. من الأفضل أن تأتيني بفكرة أخرى !

– طيب ما رأيك أن تختار رُكنا هادئا في المنزل تجلس فيه ثم تُحضر الكاميرا وتثبتها عليك ثم تُصور أفضل مقطع فيديو تتحدث فيه عن فَضل الدين والتدين ونعمة الإسلام، وبإمكانك أن تُصور عدة حلقات وتُحملها على موقع اليوتيوب وهكذا يراه أكبر عدد من الناس؟ أعتقد أن هذا حلّ سهل وبسيط تسهم من خلاله في الدفاع عن الإسلام من خلال أكثر المواقع انتشارا في عالم الأنترنيت، ما رأيك؟

–  اليوتيوب يا أمي؟ اليوتيوب؟ ألم تجدي إلا هذا الموقع الفاسد الذي يُروّج لأفلام هابطة ونساء كاسيات عاريات لا وألف لا، لن أسمح لهذا الموقع الماجن أن يستفيد من خلالي !

–  طيب يا بني لا تُحزن نفسك، أنا لدي فكرة أكثر من رائعة وأنا متأكدة أنها ستعجبك، ما رأيك أن تتفق مع أحمد ابن خالتك على إنتاج أفلام كرتون تتناول قصص الأنبياء عليهم السلام أو بعض القصص الدينية المستمدة من كتاب الله عز وجل؟ ولا تنس أن أحمد خبير في أفلام البعد الثالث ورسام ماهر وسيسعد جدا بالفكرة.

–  ولكن يا أمي ألم أخبرك من قبل أن التصوير حرام؟

– لا يا بني لقد أخبرني والدك رحمه الله أن علماء الدين قالوا أن نحت جسد المخلوقات هو الحرام وليس الرسم أو التصوير.

– لا يا أمي، التصوير والرسم كليهما حرام حرام حرام !

– لقد احترت معك يا بني، كُل الُسبل التي أعرف أنها من الممكن أن تخدم دينك أنت تراها حراما، لعلّ أفضل شيء تفعله هو أن تذهب لعملك وتؤديه على أكمل وجه فتكون بهذا مثالاً للمسلم الصالح المتخلق الذي يخدم دينه ومجتمعه.

– مع الأسف يا أمي لقد تركت العمل.

– يا الله هل طردوك؟

– لا يا أمي لم يطردوني، ولكن تبين لي أن صاحب الشركة رجل سكير عربيد فاسد، ثم إنهم وضعوني في مكتب واحد مع امرأتين مُتبرجتين وأنا ديني وأخلاقي لا يسمحان لي بالعمل في ظل مثل تلك الظروف.

– ولكن كيف سنعيش ومن أين سنأكل؟ وأين ستجد عملا مع أشخاص كلهم شُرفاء ولا توجد بينهم نساء مُتبرجات؟

– العلم عند الله، الأفضل هو أن أعتكف في غرفتي والرزق على الله !

–  وكيف ستُجاهد في سبيل الله؟

– كل مُيسر لما خُلِق له !

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here